لا يشبه نفسه داخل الملعب، فهو ودود جداً وبسيط خارجه، يعرف كل لاعبي الأندية المنافسة، ولا يتردد في التعاطي مع الجميع جماهير كانوا أو إعلاميين أو حتى إداريين، وهو ما يؤكده حارس المرمى الشبابي وليد عبدالله، إذ يعتبر نفسه صديقاً للجميع. وفي حديثه ل«الحياة» يؤكد ال«آنكوندا» - كما يحب أن يلقب - وبعيداً عن الغرور، بأنه ما عاد يرى في الحراس المحليين مثلاً أعلى، قبل أن يعترف بأن أبرز منافسيه يجلس على دكة بدلاء فريقه. برأي عبدالله نجح البلطان في صناعة الفارق الإداري والجماهيري في الشباب، فأدواره التي لا تظهر للبعيدين عن النادي أسهمت في صناعة الفارق وبالتالي منافسة الفريق على البطولات كافة. أمام أحاديث وأخبار صحافية عدة تحدثت عن نيتك ترك الشباب، التزمت الصمت التام واليوم قطعت الشك باليقين وجددت عقدك مع الشباب، بدايةً نبارك لك، لكن هل لنا أن نعرف كيف سارت المفاوضات؟ - أشكرك، لكن أود أن أوضح نقطة، خصوصاً أني لم أعلق على أي من الأخبار التي ترددت قبل تجديد عقدي مع الشباب، الأفضلية والأولوية كانت دائماً للشباب ولم أفكر في الانتقال لأي نادٍ آخر، فمتى حصلت على ما أستحقه هنا فلا شيء أبداً سيقنعني بالرحيل، أنا مرتاح جداً مع الشباب. وهل لعبت علاقتك القوية برئيس النادي خالد البلطان دوراً بارزاً في حسم قضية تجديدك بهدوء وبعيداً عن أعين الإعلام؟ - علاقتي بالرئيس ساعدت على هدوء المفاوضات، لكن السبب الأبرز تمثل في المستوى الذي قدمته مع الفريق هذا الموسم، ففي النهاية الرئيس يبحث عن مصلحة الكيان قبل أي شيء، والعلاقات الشخصية لا تحكم العقود الاحترافية، وأنا أعرف بأن الرئيس خالد البلطان يستحيل بأن يضحي بأي لاعب مفيد للشباب. من حديثك أفهم بأنك تعاملت مع النادي بشكل احترافي فقط، بمعنى أنك بحثتَ عن الفائدة المادية دون أن يلعب حبك للنادي الذي أبرزك للجماهير دوراً في خفض مطالبك المالية؟ - على العكس من ذلك، حبي للشباب منعني من الدخول في أي مفاوضات أو تقبل أي عرض مقدم، وما أن وفرت لي الإدارة ما أريد حتى قبلت التجديد على الفور دون أن أخوض في تفاصيل العروض الأخرى المقدمة لي. تفاصيل العقد لا تزال غائبة عن وسائل الإعلام، هل لك أن تطلعنا عليها؟ - العقد الجديد يمتد لخمسة أعوام، ولا أحبذ الخوض في التفاصيل المادية، وهذا اتفاق بيني وبين الإدارة، والأهم أن تعرف الجماهير الشبابية المدة التي سأقضيها مع النادي، أما القيمة المادية فهي لا تعني المهتم بالشأن الشبابي، خصوصاً أن الموضوع حسم. هل تلقيت عروضاً من أندية أخرى؟ - تلقيت عدداً من العروض كان أغلبها شفهياً أو عن طريق وكيل أعمالي، لكن ذلك لا يعنيني أنا اليوم لاعب شبابي والعروض التي تقدمت بها الأندية لم تعد مهمة بالنسبة لي، ما يعنيني اليوم هو تقديم المستوى الذي يرضي جماهير الشباب وإدارة النادي التي قدرتني. على عكس الكثير من الرياضيين تزوجت في سن مبكرة، هل أسهم ذلك في استقرارك فنياً؟ - كنت أبحث عن بناء عائلة، وبالتالي تعويض حنان الأب والأم الذي فقدته في سن مبكرة، وفي النهاية هو طموح كل إنسان وبعد هذه الخطوة بدأت أشعر بالمزيد من الاستقرار، وهو بالتأكيد ما ساعدني في تقديم المستويات الفنية المطلوبة مني داخل الملعب. عاد فريقك للصدارة مباشرة بعد تجديدك لعقدك الأخبار السارة التي تأتي متزامنة، ألا تمنحك حافزاً إضافياً؟ - الحمد لله، أتمنى أن تكون بداية الانطلاقة من جديد نحو اللقب، وإن كان التجديد فأل خير على النادي فسأتفق مع الإدارة على تجديد عقدي قبل كل مباراة بهدف الحفاظ على صدارتنا، لكن من دون مردود مادي في المرات المقبلة. مشاركتك في جميع مباريات هذا الموسم هل جاءت من باب حرصك على الظهور بمستوى جيد قبل تجديد عقدك؟ - المشاركة في المباريات لا تخضع للرغبات الشخصية، هي مبنية على وجهة نظر فنية بحتة، ومدربنا السيد برودوم منحني الثقة التي أشكره عليها، وأعتقد بأن ظهوري بالمستوى المطلوب عزز رغبة المدرب في وضعي كخيار أساسي، وفي نهاية الأمر أياً كانت رغبتي فلن أشارك ما لم أظهر بالشكل المطلوب. على رغم تميزك وقيمتك في الوسط الرياضي كحارس لفريقك وللمنتخب السعودي الأول، إلا أن الجماهير وحتى اليوم لم تستقر على اللقب المناسب لك، أنت ماذا تفضل؟ - سمعت ألقاباً كثيرة، أما أفضل ما سمعت فكان لقباً أطلقه علي رئيس النادي السابق طلال آل الشيخ حين وصفني ب«آناكوندا»، وهو ثعبان ضخم يلتهم كل ما يأتي أمامه، ويبدو أن آل الشيخ أطلقه في وصف لقدرتي على التصدي لكل الكرات. من بين الحراس المحليين أو الأجانب، من هو مثلك الأعلى؟ - لا أجد من بين الحراس المحليين مثلاً أعلى، على رغم أن كثيرين منهم يقدمون مستويات مميزة، أما عالمياً فالإيطالي بوفون حارس من الصعب أن تنجب كرة القدم مثيلاً له. اليوم وبعد أن تربعتم على الصدارة من جديد، كيف تنوون المحافظة عليها خصوصاً أنكم تتقدمون بفارق نقطي بسيط جداً؟ - لا بد من مضاعفة الجهد وتقديم عمل ومستوى فني أكبر مما قدمناه سابقاً، كما أننا كلاعبين يجب أن نوازن بين أوقات الراحة والتمارين دون أن نرهق أنفسنا، بهدف الظهور دائماً بالمستوى الذي يساعدنا على الفوز، وللجهاز الفني بلا شك دور كبير في هذا الجانب، لكن النقطة الإيجابية الأهم بالنسبة لنا تتمثل في كوننا لا نعاني من ضغط المشاركات المتعددة، إذ إننا سنركز فقط على الدوري وكأس الملك بينما تنشغل بقية الفرق المنافسة بالبطولة الآسيوية ما يمنحنا فرصة إضافية. مستويات كبيرة يقدمها الشباب هذا الموسم، برأيك ما الذي تغير عن المواسم الماضية؟ - تطور العمل الإداري فزادت انضباطية اللاعبين، كما أن إدارة الشباب تتميز عن إدارات الأندية الأخرى كافة ببحثها عن راحة اللاعبين قبل كل شيء، فنحن ومع انتهاء كل موسم نعود للتمارين لنشاهد عمليات التجديد على المنشآت إلى جوار القرارات الإدارية التي تصب في مصلحة الفريق واللاعبين. عن أي البطولات تبحثون هذا الموسم؟ - بطولة الدوري أولاً وقبل كل شيء، وبإذن الله ستكون شبابية فهي همي الأول شخصياً إلى جوار دوري أبطال آسيا في الموسم المقبل، فهو اللقب الذي يبحث عنه الجميع في السعودية والقارة. وهل تبحث عن لقب شخصي هذا الموسم؟ - لا تهمني هذه الألقاب، همي الأول تحقيق البطولات وتقديم المستوى الجيد والذود عن مرماي، وإن حدث وحققت إلى جوار ذلك إنجازاً شخصياً سأكون سعيداً، لكن مصلحة الفريق تأتي أولاً. واجهت جميع المهاجمين هذا الموسم وفي الأعوام الماضية، برأيك من هو الأكثر إزعاجاً بينهم؟ - لاعب الاتحاد نايف هزازي يقلقني جداً، فقد سجل أهدافاً عدة في مرماي في أغلب مبارياتنا مع الاتحاد، لكني سأسعى لإيقافه هو وأي مهاجم آخر. ومن بين لاعبي فريقك، من هو اللاعب الذي يمنحك وجوده في الملعب راحة إضافية؟ - لدينا أفضل اللاعبين في الشباب، لكن وجود أحمد عطيف وفرناندو ميغانزو في الملعب إلى جواري يمنحني ثقة إضافية بالنفس. يعاني حراس المرمى حول العالم من مشكلة أزلية، وهي أن خطأهم يظهر سريعاً للعيان ولا يمكن تعديله، ألا تشكل هذه النقطة ضغطاً عليك؟ -مسؤولية حارس المرمى كبيرة، فهو اللاعب المطالب دائماً بالخروج من المباراة دون أي خطأ، وهذه النقطة متى تعامل معها الحارس بشكل ذكي أسهمت في تطويره، إذ إن المطلوب مني هو التركيز العالي حتى في التمارين اليومية، فخطأ الحارس من الصعب تصحيحه، وبرأيي أن اختيار مركز الحراسة هو قرار يتطلب الكثير من الشجاعة. من هو الحارس الذي ينافس وليد في الموسم الحالي؟ - حسن شيعان في فريقنا، فهو حارس يمتلك موهبة وإمكانات مميزة، وخالد شراحيلي حارس مرمى نادي الهلال. كيف ترى حظوظ المنتخب السعودي في التأهل لكأس العالم، وهل أنت مستعد لخوض اللقاء المفصلي أمام منتخب أستراليا؟ - حظوظنا في التأهل لا تزال قائمة، ومدرب المنتخب السيد فرانك ريكارد عمل طوال الفترة الماضية على تحقيق هذا الهدف، ويبدو هذا واضحاً من خلال استدعائه للاعبي المنتخب منذ وقت باكر للانضمام للمعسكر، ونحن بإذن الله جاهزون لتقديم الصورة التي طالما عرفتها القارة عن المنتخب السعودي. نلاحظ في الموسم الحالي زيادة واضحة في جماهيرية الشباب، برأيك لمن يعود الفضل في ذلك؟ - بعد الله يعود الفضل لرئيس النادي خالد البلطان، بما يحمله من فكر إداري مميز، إذ عمل على هذه النقطة منذ اليوم الأول لقدومه، حتى بدأنا هذا الموسم نلاحظ الزيادة في جمهور الشباب الحاضر لكل مباراة، خصوصاً تلك التي نلعبها خارج الرياض. تربطك علاقة مميزة بحارس المنتخب العماني ونادي ويغن الإنكليزي علي الحبسي، ألم ينصحك بخوض تجربة احتراف خارجية؟ - علاقتي بالحبسي قوية، وسبق أن تناقشنا حول الاحتراف الخارجي، لكن الظروف لم تسمح في تلك الفترة. بالحديث عن علاقاتك مع اللاعبين العرب، القريب منك يعرف بأنك ترتبط بعلاقة جيداً مع لاعبين من جميع الأندية، ما سر هذه العلاقة؟ - أحب أن تربطني بجميع أبناء الوسط الرياضي علاقة جيدة، فأنا صديق الجميع، لكن الحقيقة أننا كلاعبين من كل الأندية نرتبط بعلاقة صداقة، وربما أن قيمة التنافس وحرص كل لاعب على فوز فريقه يخفي هذا الجانب لمن يتابع المباريات عبر التلفزيون، إلا أننا خلف الكواليس أصدقاء ينتهي تنافسنا مع نهاية كل مباراة. ما هو أول عمل تنوي القيام به، بعد تسلمك الدفعة الأولى من قيمة عقدك؟ - استقطاع مبلغ والتبرع به للجمعيات الخيرية. كلمة شكر تود تقديمها لأحد العاملين في نادي الشباب؟ - قبل الجميع، أود أن أشكر رئيس النادي «أبو الوليد»، الذي لا توفيه كلمات الشكر فهو الأخ الأكبر للاعبين وأب لبعضهم، ويبحث دائماً عن إعطاء كل ذي حق حقه، مع حفظ حقوق النادي، ونجح بالمحافظة على نجوم الفريق وكل من بمقدوره خدمة النادي، كما لعب دوراً مهماً في مساعدة اللاعبين الشباب، والوقوف بجانبهم وحل مشكلاتهم، نحن محظوظون بهذا الرئيس، فهو الرجل المناسب في المكان المناسب. بماذا تعد جماهير الشباب؟ - أولاً، باسمي وباسم جميع لاعبي الفريق أطالب الجماهير بالوقوف إلى جانب الفريق في الفترة المقبلة، فنحن بأمس الحاجة لهم في هذه الفترة تحديداً، وفي المقابل نعدهم بإذن الله بتحقيق لقب الدوري الذي يشغل بالنا كلاعبين وبالهم على المدرجات، وفي المقابل أود أن أشكرهم على كل ما قدموه لي من دعم داخل الملعب وخارجه. مدرب حراس: سيكون اللاعب الأول أمام أستراليا