ذكورية المجتمع واضحة في كثير من أفكاره وممارساته، والطريف أو هو المؤلم، أن الرجال أصابتهم بعض «طراطيش» هذه الذكورية، أو بعض ما أفرزته تراكمات اجتماعية لبست أثواباً كثيرة ليتها كانت ولو مرة واحدة على مقاسها. من أغرب ما سمعت ورأيت، ذهابي مع صديق، رجل في منتصف الأربعينات، لديه أبناء وبنات في مراحل عمرية مختلفة، ذهب ليشتري تذاكر حضور مهرجان لشخصية مشهورة بين الأطفال أقامت وستقيم حفلات في كل من جدةالرياض والظهران، وكان يرغب في تذاكر له ولبناته الصغار دون والدتهم التي يحول ظرف خاص دون حضورها، فرفضوا بيعه التذاكر، وقالوا له المناسبة للعائلات فقط، ويمكن أن تكون الأم وحدها مع الأبناء، لكن ليس الأب مع الأبناء. توقف قليلاً حاول الفهم، ثم حاول أن يشرح لهم أن ما ذهب من عمره أكثر مما بقي بأمر الله، وان هذا الشيب في لحيته ورأسه ليس «ميش» أو صبغة، وانه وعد طفلتيه أن يذهب بهما، لكن كل ذلك لم يكن ليفيده. اكتشف بعد سرد قصته على عدة «شيبان» أن الموضوع منتشر في كثير من المواقع، يمكن إدخال الأم وليس الأب مع الأطفال، وهذا مقبول في المواقع النسائية الصرفة وهو حق، لكنه في أماكن مسموح بدخول الرجال إليها مع عائلاتهم ليس مبرراً خصوصاً والحديث عن أرباب أسر غالباً هم في النصف الثاني من العمر. عندما تمنع عازباً وحده من حضور مثل هذه الحفلات يكون الأمر مفهوماً، لكن أن تمنع رجلاً بصحبة أطفاله، وتحديداً بناته من ذلك، فأنت تدخل في غرابة غير مبررة، فبعيداً عن صاحب القصة ماذا يفعل الأرمل ببناته، والمطلق، أو زوج المريضة، أو الغائبة لأي سبب، أليس هو وبناته عائلة؟ سيكون غريباً لكنه سيكون عادلاً لو طبق الأمر في الاتجاهين، الدخول للعائلات فقط، رجل وزوجته وأطفالهما، امرأة وحدها مع أطفالها ممنوع كما الرجل مع أطفاله، هكذا سيشعر أصحاب الظروف الخاصة بالمساواة مع الشقائق. هل الفكرة أن الرجل ربما «عاكس» الأمهات الأخريات اللاتي وحدهن مثلاً؟ ما الذي يمنع أو يضمن ان النساء وحدهن يفعلن المثل مع الآباء الحاضرين، هل المضيقة أو المعاكسة أو النظر المتطفل حكر على الرجال؟ أعرف كما تعرفون انه ليس كذلك. بقي في الموضوع نفسه أن مدينتي جدة والظهران حظيتا بحفلة الأطفال داخل المدينة وفي منشآت ترفيهية، بينما في الرياض تم الأمر نفسه في موقع خارج المدينة ويبعد عنها مسافة سفر بين 60 و70 كيلو متراً، هل للأمر علاقة بشيء ما؟ ثقافة ما؟ مجتمع ما؟ لا أعلم، وأعرف أن علمي لن يكون مبهجاً. [email protected] @mohamdalyami