على غرار ليلة السيدات «الليديز نايت»، هل يمكن أن تقوم الأسواق والمولات بمبادرة للشباب الذكور «المقطوعين من شجرة ترفيه العائلة»، وتخصّص لهم أسبوعياً أو حتى شهرياً يوماً أو ليلة تطلق عليها ليلة الشباب «القايز نايت» أو «المنز نايت». ليلة السيدات المعمول بها خارج المملكة تكون عادة على طريقتين، الأولى هي إعفاء كل أنثى تدخل المكان أياً كان نوعه (مطعماً، مقهى، مسرحاً... إلخ) من دفع الفاتورة، والغرض جذبهن، ويسمح للرجال بالدخول، والطريقة الثانية هي قصر الدخول على السيدات فقط من دون إعفاءات مالية. ومع التحفظات التي سيثيرها البعض على التشبيه، إلا أن هذه الفكرة ربما حسمت الجدل الدائر حول موضوع دخول العزاب إلى المجمعات التجارية، ويمكن اعتبار الفكرة بمثابة الاستفتاء الشعبي، أو فلنقل بمثابة بالون اختبار اجتماعي، لنرى جميعاً كيف يكون تفاعل الجميع. تخيل أن تخصّص السوق الفلانية يوماً للشباب يسمح فيه بدخولهم، ولا تمنع العائلات الراغبة من الدخول، كيف سيكون إحساسهم؟ هل سيعطيهم ذلك دافعاً لمزيد من تحمّل المسؤولية واستغلال الفرصة؟ هل ستحجم العائلات عن الدخول؟ أم سنكتشف أن الأمر لا يعنيهم أصلاً؟ أو حتى ربما يظهر في حالات معينة أنهم سيهتمون أكثر بهذا اليوم؟ الطريقة الثانية هي قصر الدخول عليهم ومنعه عنهم، لنرى أيضاً هل فعلاً سيستمتعون وسيتسوقون؟ أم أن الأمر سيصيبهم بالضجر؟تبدو الفكرة مزعجة، وقد يبدو المشهد مزعجاً، وقد يصبح صرعة تسويقية تفعلها الأسواق التي تثق بقدراتها، أو تلك التي تبحث عن العدالة بين الجنسين، وشخصياً لا أستطيع تحديد موقفي منها، لكن موقفي مما يحدث هو الإشفاق على حال الشباب والمراهقين وعلى العائلات التي ربما تعرضت للمضايقة أحياناً. ما يحدث هو تجمع المراهقين عند البوابات، وإثارة بعض المتاعب والمشكلات، وما يحدث أيضاً أن بعض «السكيوريتية» يسترزقون من المسألة، لتعويض النقص الحاد في أجورهم، فيفرضون «إتاوات» على مراهقين صغار من أجل إدخالهم، فضلاً عما تعرفون من امتهان بعض النساء لمهنة إدخال الشباب للأسواق بمقابلة خاصة في الإجازات الأسبوعية. مشكلة التعميم على كل الشباب تجعل بعضهم يتجه نحو أفعال مزعجة لم تكن من سلوكياته، كونها محسوبة عليه، سواء فعلها أو لم يفعلها، والمشكلة من الجهة المقابلة أن الأسواق – للأسف – جزء أساسي من الترفيه في بلادنا، أما ثالثة الأثافي – منذ فترة طويلة وأنا انتظر استخدام كلمة الأثافي – فهي أن العائلات لا تصطحب أبناءها، أو أن الأبناء لا يحبون مصاحبة العائلة، وهذه هي الأخطر اجتماعياً. [email protected]