انقضت 16 عاماً، والقراءة في مكتبة عامة في جدة لا زالت غايةً متعذرة المنال، على رغم أن مبنى مكتبة الملك فهد شاخصٌ أمام المارة به في شارع رئيس شهير، بيد أن أحداً لا يستطيع الدخول إليه بحجة أن المشروع لم يكتمل، وأن العمل لا يزال جارياً في المكتبة. في جدة، حيث مسقط رأس مثقفين وأدباء ملأت شهرتهم الآفاق، يرقب عشاق الحرف افتتاح المكتبة «الحلم»، وحال تحقق هذه الأمنية، سيغفر هؤلاء سنوات الضياع التي قضوها انتظاراً وأملاً بمجرد الدلوف إلى واحة الكتب المنتظرة. تلقت المكتبة التي ما زالت قيد الإنشاء من خلال الوقف العلمي المشرف عليها، تبرعاً بمبلغ 10 ملايين ريال. وأبلغ مصدر مطلع «الحياة» أن للمكتبة «قطعة أرض» في شارع فلسطين، وُضعت ك«وقف» من أجل تشغيلها، وكان يُخطط لها سابقاً أن تكون مقراً للمكتبة، لكن ضيق مساحتها التي لا تتجاوز 8000 متر مربع حال دون ذلك. ويضيف: «استبدلت تلك الأرض بالموقع الحالي والذي يقع في طرف الجامعة من جهة المطار القديم، بمساحة تقدر ب 16500 متر مربع، وما زال العمل جارياً فيها حتى هذه اللحظة، كما أن هناك جهة استشارية محلية نفذت استبانات لمعرفة طلبات وتوجهات أهالي جدة من المكتبة في الفترة السابقة، وهي تعكف حالياً على إنشاء موقعها الإلكتروني، والذي لم تنته منه بعد». وحاولت «الحياة» الالتقاء بمدير مكتبة الملك فهد الدكتور محمد فطاني، من أجل إيضاح أسباب تأخير موعد افتتاح المكتبة، وعن الموعد الجديد، إلا أنه رفض الإدلاء بأي معلومة حول الموضوع. الأمر تكرر مع مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة طيب الذي بدوره أبلغ «الحياة» بأن موعد الافتتاح «قريب جداً»، وأن الترتيبات في المكتبة جارية لتشغيلها، إلا أنه رفض الإفصاح عن موعد الافتتاح. وبين تلك الوعود، والتاريخ الذي انطلق فيه الوعد الملكي برفد العروس بمكتبة عامة 16 عاماً، إذ وجه الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز بإنشاء صرح حضاري وثقافي لأهالي جدة وزوارها، فصدر الأمر السامي رقم ع/285 بإنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية في جدة بتاريخ 1/6/1/1416، ووضع حجر الأساس لها في العام نفسه، ودعم الملك فهد بن عبدالعزيز المشروع بمبلغ 15 مليوناً، فيما تبرع بعض رجال الأعمال في جدة بمبلغ 10 ملايين ريال. وسبق أن نظم شبان وشابات حملة في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تطالب بتعجيل افتتاح مكتبة الملك فهد العامة في جدة، وكثرت النقاشات حول موضوع افتتاح المكتبة وتأخرها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وأصبحت حديث طلاب الجامعة، ويعلل البعض اهتمامهم بقضية المكتبة، بسبب أنهم بحاجة ماسة إلى مكان يحتويهم فينهلون منه معرفياً وثقافياً. ويصف عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز عيسى الكثيري من خلال حديثه إلى «الحياة» المكتبات العامة ب «البنوك المعرفية»، متمنياً وجود أكثر من مكتبة عامة في جدة. وأضاف الكثيري: «منذ 15عاماً ونحن ننتظر افتتاح هذه المكتبة بشوق، وكنا وما زلنا متوقعين أن هذه المكتبة ستحمل أحدث الوسائل والتكنولوجيا المتخصصة في المكتبات في تجهيز عمليات القراءة، وما زلنا ننتظر كلمة «قريباً» التي نسمعها دائماً حال استفسارنا عن افتتاح المكتبة». أجيال عاصرت إنشاءها من «الابتدائية» إلى «الجامعة»