قد تستغرب حكايتي تلك وقد تستفيض استغراباً لاختياري لك بالتحديد، ولكن لأن التخلف يطغى أحياناً على بعض البشر والنخوة والقرابة أصبحت هي الوسيلة الوحيدة التي يتخذ بها الحق، اخترت أن ألجأ إليك لأستشيرك في ما يجب علي فعله أو الحدود التي يمكنني بها تجاوز الكثير وتخطي الأكثر من العادات الاجتماعية الظالمة لصالح أطفالي ومستقبلهم. أنا امرأة تزوجت من رجل لا يناسبني تماماً من جميع النواحي، ولك أن تتخيل ما تشاء كالناحية الفكرية أو الثقافية أو الاجتماعية أو حتى المادية، وشاءت الأقدار أن أنجب ثلاثة أطفال وسط أجواء مليئة بالكره والحقد والمرض النفسي والوسواس القهري من جانب زوجي، لن أبرئ نفسي ولكن التفاوت الكبير الذي بيني وبينه كان كفيلاً بزرع ذلك الحقد والإحساس بالنقص في نفسه ومحاولة تكسير طموحي وتحطيمي حتى النهاية، في حين أنني كنت أحاول مساعدته في كل شيء من الناحية المادية أولاً ومن الناحية التعليمية والثقافية ثانياً كي أرتقي به وأصنع منه شيئاً لأجل أطفالي وبالفعل كان موظفاً لا يتعدى راتبه (2500) ريال، ولكن بفضل الله وجهودي معه تمكنا من شراء أرض منزل من طابقين وسيارة وبداية تأسيس جيدة لكل اثنين في خلال (8) سنوات من الزواج، ولك أن تتخيل كيف تم ذلك، وزوجي كان رجلاً غير مقبول من أمي وأخواتي بتاتاً على رغم أنني لا أعرفه قبل الزواج نهائياً كي لا يظن البعض أن هناك علاقة حب ونحوه، وعلاوةً على ذلك ليس وسيماً أبداً وجاهلاً ومتخلفاً ويحمل كل عيوب من تربى في غابة وحوش، ولكنه النصيب! لهذا زواجي منه كان مثار التعجب من الجميع ما عدا أهلي الذين كانوا يعلمون موقفي من هذا الزواج وكان اختياري في ذلك الوقت هو هروب من جحيم العنوسة لا أكثر ولا أقل، تزوجنا وأسسنا وكنت أتحمل بذاءته لأجل أطفال، حتى جاء الموعد المحظور، كنت أسكن في البيت الذي اشتريته وأسسته بمالي في الطابق العلوي وتم تأجير الطابق السفلي لأجل سداد الديون إلا أنه تم تأجيره لصديق له وتعاقد معه لمدة خمس سنوات لأنه صديقه، ولكنه استغل صديقه هذه العقد وبدأ يماطل في دفع الأجرة حتى مل منه زوجي، وتمكن أخيرا من إخراجه من البيت بعد ما أخرج عقله من جسده وأخرجني من حياته، وفقد زوجي عقله ووصل إلى مرحلة شبه جنونية لم أفهمه خلالها، وكنت أظن أنه يسعى لتعذيبي حتى أدركت مرضه النفسي بعدما بدأ يتفاقم إلى درجة الضرر بي وبأطفالي جسدياً، لهذا قررت الانفصال عنه ولم يشف ومرت ثلاث سنوات وأنا في نزاع وانفصال تام عاطفيا وشبه تام جسدياً حتى تم لي الانفصال الجسدي نتيجة لذهابه إلى المحكمة في لحظة جنونية من لحظاته التي يعيشها بالوجه الآخر والشخصية الأخرى، وتم طلاقي بفضل تلك اللحظة المنجية، وبمجرد أن يستيقظ من حالته أنكر طلاقه لي، وأراد إعادتي وأنا رفضت بكل قوة، طبعاً النزاع مازال قائماً ومعلقاً على أمور كثيرة أوله البيت الذي لم يكتبه باسمه وكتبه باسم والدته من أجل ألا يفقد القرض الذي أردنا التقديم عليه، وثانيها الأساس الذي أملكه داخل البيت وبعض الأموال التي لا طائل من تحصيلها فليس بيني وبينه أي أوراق ولم تعد تهمني الآن، وثالثها وهي موضوع النزاع وهي الأوراق الرسمية لطفلي الأخير الذي أريد تسجيله وتطعيمه التطعيم الأخير ولم استطع بسبب وجود الأوراق الرسمية (شهادة الميلاد وكرت التطعيم) لديه، وقد تمكن من أخذهم ولم يتمكن من أخذ أي أوراق أخرى لأنها كانت مخبأة وبها تمكنت من تسجيل أطفالي في المدارس ومنحهم حقهم في التعليم كغيرهم من الأطفال، والآن لم أستطع فعل شيء لطفلي الأخير بسبب عناده ورغبته في رجوعي له، كيف أحصل على حقوقي من هذا الرجل. - أولاً زواجك من رجل غير كفء لكِ من كل النواحي التي ذكرتِ في رسالتك من عدم توافق في الناحية الفكرية والثقافية والمادية والاجتماعية وحتى الشكلية هو السبب في عدم استقرار حياتك الزوجية، لأن الكفاءة بين الزوجين مطلوبة في مثل هذه الظروف، لكن قدر الله كان أقوى، وقسمة الأطفال الثلاثة هي التي سارعت بإكمال زواجك من هذا الرجل وهي قسمة ونصيب، وصبرك على زوجك هذا لمدة ثماني سنوات من أجل أطفالك ستنالين ثوابه في الآخرة بإذن الله، طلاقك من زوجك هذا أصبح صريحاً وواضحاً بواسطة المحكمة من خلال الصك والتوقيع الموجود عليه، لأن زوجك قام بطلاقك بإرادته أمام القاضي في حال وجود عقله، وصحة ذلك لا يمكن الرجوع عنه . لتحلي مشاكلك العالقة ومطالبات أولادك أمام المحكمة خاصة بعد أن أصبح مطلقك مختلاً عقلياً، فلا بد من أن تذهبي إلى المحكمة وتتابعي إجراءات تعيين شخص قيم عليه، وإذا رفض من هو أقرب ولاية إلى مطلقك هذا، عليك الذهاب إلى المحكمة، فإن للقاضي القوة النظامية والشرعية لإجباره على الحضور وإلزامه بالقوة على مطلقك هذا ومن ثم وقوفه أمام المحكمة نيابة عنه وإكمال إجراءات مطالبتك أمام المحكمة، وكل ذلك إذا ثبت بالبينات الشرعية والتحريات بأن ما تدعيه على مطلقك وأنه أصبح مختلاً عقلياً، فحسب ظروف والد أبنائك، فمن حقك حضانة الأطفال الحضانة الكاملة، مع استخراج صك ولاية لهم لتدبير كل شؤونهم فما عليك الآن فعله هو إثبات عدم أهلية مطلقك شرعاً، مع مطالبة القاضي بإصدار صك ولاية لكي ولأبنائك والتي ومن خلالها ستساعدكم كثيراً حتى حل كل العقبات التي تواجهك من أجل أبنائك، فالأمر ليس مستحيلاً ولكن يحتاج منك إلى الصبر، إثبات دعواك بالشكل الصحيح مع متابعتها.