تعريف الحكومة الأميركية الإرهاب هو أنه «عنف عن سبق إصرار وتصميم، أسبابه سياسية، ترتكبه ضد أهداف غير مقاتلة جماعات وطنية أو عملاء سريون». أجد هذا التعريف مفصلاً على قياس الإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وحول العالم، وهو ورد في مقال كتبه روبرت رايت في مجلة «اتلانتيك» الأميركية تعليقاً على تحقيق لشبكة أن بي سي الأميركية سأل: هل يجب تصنيف إسرائيل كدولة ترعى الإرهاب؟ السؤال تبع كشف التلفزيون أن إسرائيل استخدمت جماعة معارضة إيرانية هي مجاهدين خلق لقتل علماء نوويين إيرانيين، وأن إسرائيل تموّل هذه الجماعة وتدرب رجالها وتسلحهم. نعرف أن إسرائيل دولة إرهابية تمارس الإرهاب حول العالم، غير أنني تعمدت أن أبدأ بما سبق لأنه رأي أميركي، أي من البلد الذي يرعى إسرائيل التي ترعى الإرهاب. إرهابيون يهود اغتالوا الكونت برنادوت، وإسرائيل اغتالت خطأ «جرسون» في مطعم نرويجي. ونعرف أيضاً أن إسرائيل كانت وراء اغتيال مسؤول في حماس هو محمود المبحوح سنة 2010 بعد أن أرسلت بضعة عشر عميلاً إلى دبي يحملون جوازات سفر مزورة بريطانية وفرنسية وألمانية وأسترالية. الدول المعنية هددت إسرائيل بعواقب أو عقوبات إذا استمرت في استخدام جوازات سفر مزورة تحمل أسماءها، غير أن «التايمز» اللندنية كشفت الأسبوع الماضي فقط، نقلاً عن مصادر استخبارات غربية، أن إسرائيل لا تزال تستعمل جوازات السفر الغربية المزورة. طبعاً من شبّ على الإرهاب شاب عليه، وإسرائيل مجبولة بالإرهاب، كما أن الإنسان مجبول بالخطيئة حسب قول التوراة، وإذا كان لي أن أكمل برأي أميركي آخر فهو أن شباب «احتلوا وول ستريت»، أي شباب أميركا لا شبابنا، ينظمون الآن حملة «احتلوا ايباك»، أو ذلك اللوبي الذي يؤيد الإرهاب الإسرائيلي ويتستر عليه، ويشتري أعضاء الكونغرس الأميركي ليخدموا مصالح إسرائيل على حساب مصالح الولاياتالمتحدة نفسها. الحملة «احتلوا ايباك» موعدها بين الثاني من الشهر المقبل والسادس منه، وأرجو لها النجاح. عصابة الجريمة التي يرأسها الإرهابي بنيامين نتانياهو تدمر أسس السلام كل يوم ثم تطلب من الفلسطينيين أن يفاوضوها بل تقول إنهم لا يريدون السلام. والإرهابي نتانياهو رأى محمود عباس وخالد مشعل يتفاوضان فقال إن على السلطة أن تختار بين إسرائيل وحماس. لو كان لي أن أختار بين إسرائيل والجحيم لفضّلتُ الجحيم على تلك الدولة النازية الجديدة الفاشستية العنصرية القذرة. ونتانياهو أتبع تهديده السلطة بقوله: «حماس عدو السلام. هي منظمة إرهابية تدعمها إيران وتلتزم تدمير إسرائيل». الصحيح هو أن إسرائيل عدو السلام، وهي منظمة إرهابية، وأن حماس حركة تحرر وطني ما كانت وجدت أصلاً لولا الاحتلال الإسرائيلي. والصحيح الآخر هو أن إسرائيل تمارس تدمير الفلسطينيين كل يوم، في حين أن حماس لا تستطيع تدمير إسرائيل ولو حاولت. والآن تريد إسرائيل أن تهاجم الولاياتالمتحدةإيران، وقد تهاجمها إذا لم يفعل الأميركيون، والجنرال مارتن ديمسي، رئيس الأركان الأميركية المشتركة، زار إسرائيل هذا الأسبوع وحذرها قائلاً إن الهجوم على إيران يؤذي إسرائيل. مجرم الحرب والسلام نتانياهو لا يستحق سمعته لو كان الأمر تصريحاً أو اثنين، فهو بعد العمليات الإرهابية ضد أهداف إسرائيلية في الهند وتايلاند وجورجيا قال: «إيران أعظم مصدر للإرهاب في العالم. الهجمات الإرهابية التي جرت في الأيام الأخيرة يراها العالم. إيران تهدد استقرار العالم». الصحيح أن إسرائيل قتلت علماء نوويين إيرانيين في إيران والإرهاب الإيراني المضاد هو مجرد رد ربما ما كان جرى لولا الإرهاب الأصلي. إسرائيل تهدد استقرار العالم لا إيران. إسرائيل أم الإرهاب وأبوه، دولة الابارتهيد الوحيدة الباقية في العالم، ولولا ترسانتها النووية ربما ما فكرت إيران في سلاح نووي. وإسرائيل ليست دولة جريمة فقط، بل جريمة بذاتها، بوجودها في أرض فلسطين، وقد قبلنا دولة في 22 في المئة من أرضنا ولم تقبل، فلا يبقَ سوى أن تنتظر الجولة التالية من الإرهاب لأنها ستكون بأسلحة الدمار الشامل. [email protected]