لندن، دمشق، القاهرة - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - قال العميد الركن مصطفى الشيخ الذي اعلن انشقاقه عن الجيش السوري في كانون الثاني (يناير) الماضي ان «الاخوان المسلمين» ليس لهم رصيد في سورية، على عكس ما يشاع، ولا يلعبون دوراً مهماً في الحراك الداخلي ضد النظام. وأكد ان معظم الذي يقودون الحراك في الداخل هم اشخاص مستقلون ليس لهم في معظمهم اي انتماء سياسي. والعميد الشيخ هو اعلى ضابط من حيث الرتبة يعلن انشقاقه عن الجيش السوري. وفي حديث اجرته معه «الحياة» من لندن، انتقد تفكك المعارضة السورية، واشار الى ان «المجلس الوطني السوري» غير قادر على ان يكون منسجماً مع الحراك الداخلي، لأن معظم قياداته كانت موجودة في الخارج لفترة طويلة وليس لها اتصال حقيقي مع الموجودين على الارض. واعتبر ان عدم قيام معارضة حقيقية منظمة في سورية يعود بشكل اساسي الى القمع الطويل الذي مارسه النظام السوري ضد معارضيه. وأكد الشيخ ان المواجهات التي تنخرط فيها وحدات الجيش السوري ادت الى تراجع الجاهزية القتالية للجيش الى 28 في المئة. كما اشار الى ان الاختلافات بين «المجلس العسكري الاعلى» الذي يقوده و»الجيش السوري الحر» هي مجرد خلافات في وجهات النظر وأن الهدف واحد، وهو سلامة الوطن وقيام قيادة عسكرية منضبطة. من جهة اخرى، نوه مجلس الوزراء السعودي في الجلسة التي عقدها امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار المقدم من جامعة الدول العربية بشأن سورية، واعتبره دعماً للجهود التي تبذلها الجامعة العربية للوصول إلى حل سلمي للأزمة، مناشداً المجتمع الدولي مراعاة الوضع الإنساني لأبناء الشعب السوري نتيجة التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة السورية. واكد الرئيس بشار الاسد خلال استقباله امس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس «الدوما» الروسي الكسي بوشكوف ان «مجموعات ارهابية مسلحة» تستهدف الدولة والمجتمع السوري وتتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجية. وقال ان ما يجري هو «بهدف زعزعة استقرار سورية وافشال اي جهد للحل وخصوصا بعد الاصلاحات التي انجزت». وعلق الرئيس الحالي للجمعية العامة للامم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر على الازمة السورية خلال مؤتمر صحافي مشترك في القاهرة مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ولفت الى ان هناك مشكلة في مجلس الامن مما يجعل المجتمع الدولي غير قادر على اتخاذ اي اجراء ودعا المجلس الى اتخاذ الاجراء الذي هو من اختصاصه نتيجة ما يحصل في سورية. واعلن العربي عن وجود مؤشرات من الصين والى حد ما من روسيا تشير الى انه ربما هناك تغيير في الموقف من الازمة السورية. وقال ان قرار وقف اطلاق النار في سورية وانهاء العنف يجب ان يصدر عن مجلس الامن. ولفت الى ان الدول العربية عانت الامرين من وجود حق النقض (الفيتو) وخصوصا فلسطين. ميدانياً، قالت مصادر المعارضة السورية ان عشرين شخصاً على الاقل قتلوا امس في المواجهات وقتل ثلاثة جنود اثر تدمير مجموعة منشقة لناقلة جند مدرعة قرب بلدة كفرتخاريم في ريف ادلب. كما قتل عسكريان احدهما ضابط برتبة مقدم في ريف حماة. واستمر القصف على حي بابا عمرو في حمص لليوم السادس عشر على التوالي. وفي دمشق قامت القوات الامنية بتعزيز وجودها في بعض النقاط التي شهدت خلال اليومين الماضيين تظاهرات غير مسبوقة، لا سيما في حي المزة وفي محيط السفارة الايرانية واقامت حاجزاً امنياً بين المزة وكفرسوسة. وفي حماة قال ناشطون ان قوات الجيش والشرطة أقامت عشرات المتاريس لعزل الاحياء عن بعضها البعض. وجاء في بيان للمعارضة ان حماة عزلت عن العالم الخارجي وقطعت خطوط الهواتف الارضية كما قطعت شبكة الهاتف النقال والانترنت وان هناك عمليات اعتقال من بيت لبيت تجري كل يوم وتتكرر في نفس الاحياء.