انها من ألمع عارضات الأزياء في العالم، وهي بطلة الفيلم الإعلاني الذي أخرجه مارتن سكورسيزي عن عطر شانيل الرجالي «بلو دو شانيل»، إلى جوار الممثل الفرنسي غاسبار أوليال بطل فيلم «سان لوران» من إخراج برتران بونيللو، المقدم في مهرجان «كان» 2014 والذي يؤدي شخصية عملاق الموضة الراحل إيف سان لوران. لكن بوصلة شرام ذهبت في اتجاه آخر، وها هي تتقاسم بطولة الفيلم البوليسي الأميركي «إلكتريك سلايد»، من اخراج تريستان باترسون، مع كل من النجوم: كلويه سافيني وباتريشيا أركيت وكريستوفر لامبرت وجيم ستورجيس، محققة بهذه الطريقة بداية سينمائية مميزة. وشرام (25 سنة) كندية من أصل أفريقي، بما أن والدتها من جنوب أفريقيا ووالدها من زيمبابوي، الأمر الذي لا يمنعها من أن تكون شقراء بعينين زرقاوين وبشرة بيضاء. في باريس حيث عرض فيلم «إلكتريك سلايد» في إطار مهرجان الشانزلزيه السينمائي الثالث، التقتها «الحياة» وحاورتها. أنت كندية مولودة في أفريقيا؟ - لا أنا كندية مولودة في كندا وفي مدينة كيلوونا بالتحديد، لكنني أتمتع بجذور أفريقية بما أن والديّ ينتميان أصلاً إلى هذه القارة. تحققين بداية سينمائية مثيرة للاهتمام من خلال فيلم «إلكتريك سلايد»، خصوصاً أنك تتقاسمين بطولته مع نخبة من أهم نجوم هوليوود، وها أنت ضيفة مهرجان الشانزلزيه الباريسي لهذا السبب نفسه، فكيف تعيشين الحدث؟ - إنني سعيدة في طبيعة الحال بوجودي هنا في باريس من أجل تقديم هذا الفيلم إلى جمهور مهرجان الشانزلزيه، الذي طبقاً لما سمعته، يتخذ أهمية متزايدة في كل دورة له منذ تأسيسه عام 2012. وألاحظ فعلاً مدى تدفق المتفرجين على صالات العرض، الأمر الذي يدل على رواج الحدث. أما في شكل عام وبخصوص فيلم «إلكتريك سلايد»، فلا شك في أنه يشكل بالنسبة إلي مرحلة أساسية في حياتي الفنية إثر مشاركتي في مسلسلات تلفزيونية أميركية وكندية وفي أفلام فيديو «كليب» مصاحبة لأغنيات فنانين مشهورين. انني أؤدي في الفيلم دوراً جيداً إلى جوار باتريشيا أركيت وكريستفر لامبرت وسائر أبطاله، الأمر الذي شكل تحدياً كبيراً بما أنني اضطررت إلى التفوق على نفسي فنياً وسيكولوجياً حتى أواجه زملائي أمام الكاميرا وأكون بمستواهم. وأعتقد أن النتيجة النهائية جاءت مجزية، على الأقل وفق ما قيل لي وما كتبه النقاد في الصحف الأميركية عند ظهور الفيلم في الصالات هناك في نيسان (أبريل) الفائت. هل ساعدتك تجربتك في الفيلم الدعائي الخاص بعطر شانيل بإدارة مارتن سكورسيزي في الحصول على الدور الذي تؤدينه في فيلم «إلكتريك سلايد»؟ - ليس في شكل خاص أو مباشر اطلاقاً، لكن الذي حدث هو أن هذه التجربة دفعت بي إلى الالتحاق بمعهد متخصص من أجل تعلم الدراما في نيويورك أولاً ثم مرة ثانية في لندن. وإثر ذلك، عثرت على وكيل أعمال فني وبدأت العروض تأتيني للمشاركة في مسلسلات تلفزيونية وأفلام فيديو «كليب» استعراضية، ثم الفيلم السينمائي «إلكتريك سلايد». أما الظهور في فيلم دعائي، وإن كان لحساب علامة مرموقة مثل شانيل وتحت إدارة مخرج سينمائي من طراز مارتن سكورسيزي، فهو لا يفيد فنياً على الإطلاق، ذلك أن أهل المهنة السينمائية يعتبرون أن سكورسيزي قد اختار عارضة أزياء في فيلمه الدعائي وليس ممثلة، كما أن سكورسيزي نفسه لم يفكر في منحي فرصة العمل في أي فيلم روائي من إخراجه في ما بعد، لأنه بدوره اعتبرني عارضة أزياء، لا أكثر ولا أقل. أما الآن، إذا شاهدني في فيلم «إلكتريك سلايد» فقد يغيّر رأيه. محاولات فاشلة ما رأيك في التجارب السينمائية التي تخوضها عارضات الأزياء عموماً؟ - يكفيني النظر إلى المحاولات الفاشلة التي قامت بها كل من كلوديا شيفر وسيندي كروفورد ونعومي كامبل في هذا الميدان حتى أدرك أن النجاح كعارضة مرموقة لا يفتح تلقائياً أمام صاحبته أبواب هوليوود. والسينما إذا اهتمت بعارضة ما، لا تعرض عليها سوى الأدوار المبنية على مظهرها. وفي الواقع لا علاقة لهذا الأمر بالفن. لذا اتجهت شخصياً الى التمثيل مبتدئة من الصفر، أي من مرحلة تعلم المهنة في المعاهد المتخصصة. أنتِ تعلمت الدراما إذاً في كل من نيويوركولندن، فهل تقيمين في الولاياتالمتحدة أم في أوروبا؟ - كنت أسكن في كندا مع عائلتي حتى وقت قريب جداً، وكنت أسافر أينما تطلّب مني عملي أن أكون. لكنني اشتريت أخيراً بيتاً في لوس أنجليس، إذ إن عروض العمل في هوليوود بدأت تزداد بالنسبة إلي، والأفضل، في طبيعة الحال أن أقيم في المكان نفسه لتصوير الأفلام التي أشارك فيها. ظهرتِ قبل بضع سنوات في لقطتين فقط من الفيلم الناجح عالمياً «الشيطان يرتدي برادا» إلى جانب الممثلة ميريل ستريب، وهذه بداية سينمائية لا بأس بها، فكيف تنظرين الى هذه التجربة؟ - لقد حصلت على الدور لأنني أحسنت أداء الاختبار التمثيلي أمام الكاميرا، وهذا كل ما في الأمر، لكنني أظل مدينة لميريل ستريب التي علمتني الكثير جداً بخصوص كيفية التصرف أمام الكاميرا وأيضاً مع الغير، خصوصاً أفراد الفريق التقني الذين نادراً ما يعيرون الممثلة الناشئة أهمية بالغة. وستريب تعامل مدير التصوير وحامل الكاميرا والمسؤول عن إحضار المشروبات بالطريقة نفسها، وأقصد باحترام بالغ، وهي تعتمد القناعة في كل تصرفاتها. لقد اتخذتها كمثال وراقبت كل ما كانت تفعله ورحت أتصرف مثلها وبالتالي ربحت احترام الجميع، لذلك أقول إنني تعلمت منها. تظهرين دورياً في أشهر عروض الأزياء الراقية، فما هو سرك الشخصي للحفاظ على نضارتك التي هي من أهم مقومات مهنتك؟ - لست أدري إذا كنت فعلاً أتمتع بنضارة معينة، مثلما تذكر أنت، لكنني أحافظ على ما ورثته من الطبيعة بطريقة سهلة تتلخص في النوم ثماني ساعات في كل ليلة والتقليل من السهرات خارج المنزل وعيش حياة هادئة إلى حد ما. هذا كل ما في الأمر. وما هي أهدافك في الحياة غير التمثيل وعرض الأزياء؟ - عرض الأزياء لم يعد من أهدافي المستقبلية الآن، وربما سأعتزله كلياً أو على الأقل جزئياً في الشهور المقبلة، وطموحي الأول هو الإنجاب لأنني أعتبر السعادة الشخصية أهم بمراحل من النجاح المهني ومن كسب الملايين والتوصل إلى درجة عالية من الشهرة. وعندما أقول الإنجاب، أقصد في طبيعة الحال الزواج بالرجل الذي سأحبه ويحبني ثم الإنجاب وتكوين عائلة كبيرة قدر المستطاع، فأنا مولعة بالأطفال وبصحبتهم. وعلى الصعيد المهني البحت، أعتبر التمثيل السينمائي وأيضاً المسرحي بمثابة هدف سأسعى إلى تحقيقه على النحو الأفضل.