اتجهت أنظار العالم مساء الأحد الماضي إلى لوس انجلوس، ففي الخامسة بتوقيت هذه المدينة، اختلطت المشاعر مابين فرح وقبول ورفض وإن ساد حفل جوائز الدورة ال 84 للأوسكار التى تنظمها الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما مناخ احتفالي ولقاءات ومهرجان ازياء . احتفالية كبيرة ينتظرها عشاق السينما في العالم كل عام ليشهدوا نجومهم ويحتفون بالفائزين منهم ولعل الملفت لمن شهد مهرجان هوليوود والأوسكار انضمام النجم توم كروز لمقدمي الحفل ليشارك النجوم انجلينا جولى وكاميرون دياز وبنيلوب كروز وتوم هانكس وهامى بيرى وروز باييرن وميلا جوفوفيتش وجينفر لوبيز وايما واستون.. ومن أشد ما لفت انتباه النقاد وعشاق الأفلام السينمائية سيطرة فكرة الحنين إلى الماضي في معظم الأفلام المرشّحة للفوز، وقد حرص المنظمون لحفل أوسكار إبراز هذه الفكرة من خلال مسرح "كوداك" الذي أعيد تصميمه ليبدو مثل دور العرض السينمائية القديمة في العصر الذهبي لهوليوود. فالفيلم الفرنسي الفائز بخمس جوائز أوسكار "ذي أرتيست"(الفنان) (تدور أحداثه في هوليود في فترة العشرينات من القرن الماضي عندما كتبت الأفلام السينمائية الناطقة نهاية الأفلام الصامتة. أوجه التشابه بين الماضي والحاضر لافتة للنظر. لكن "الفنان" مختلف تماما عن الأفلام التي كانت تأمل في العام الماضي الحصول على جوائز أوسكار, ما يعكس ما يصفه روبرت تومبسون, أستاذ الثقافة الشعبية في جامعة سيراكيوز, بأنه الموضوع الطاغي في مسابقة هذا العام - وهو الحنين لأبسط الأوقات في القرن العشرين.. - لقد دخل الفيلم الفرنسي "ذي ارتيست" تاريخ الأوسكار ولم يسبق لأي فيلم فرنسي أن حصد هذا العدد من الجوائز في حفل الاوسكار. فإلى جانب جائزة أفضل فيلم التي منحت للمرة الأولى إلى فيلم غير ناطق بالانكليزية فرض "ذي ارتيست" نفسه في فئات أفضل ممثل (جان دوجاردان) وأفضل مخرج (ميشال هازانافيسيوس) وأفضل موسيقى وأفضل ملابس. وأفلتت منه جوائز أفضل ممثلة في دور ثانوي وأفضل تصوير وأفضل مونتاج وأفضل سيناريو أصلي. وشكر توماس لانغمان منتج الفيلم الاكاديمية الاميركية للفنون السينمائية التي تمنح الاوسكار لأنها قدمت له "الجائزة التي يحلم بها الجميع. وشكر المخرج ميشال هازانفيسيوس بدوره "ثلاثة أشخاص: (المخرج الاميركي) بيلي وايلدر وبيلي وايلدر وبيلي وايلدر. وقبل ذلك أكد المخرج وقد غلب عليه التأثر عند تسلمه جائزة أفضل مخرج "إني أسعد مخرج في العالم اليوم" مقرا "لقد نسيت ما ينبغي أن أقوله. الحياة رائعة أحيانا وهي الحال اليوم. أما جان دوجاردان فقال لدى تسلمه جائزته لو أن شخصية الفيلم جورج فالنتان كانت تتكلم لقالت "يا إلهي! شكرا! الأمر رائع! شكرا جزيلا". وأشاد الممثل أيضا بالنجم الفعلي للسينما الصامتة دوغلاس فيربانكس والممثلين الاميركيين الذين استلهم أداءهم وزوجته الكسندرا لامي. وفاز فيلم "هوغو" وهو الاول بالابعاد الثلاثية والموجه للاطفال لمارتن سكورسيزي، بخمس جوائز اوسكار في فئات تقنية هي افضل ديكور وافضل صوت وافضل ميكساج وأفضل مؤثرات خاصة وأفضل تصوير. وفي فئات التمثيل فازت ميريل ستريب باوسكارها الثالث خلال مسيرتها الفنية على تأيدتها شخصية مارغريت ثاتشر في فيلم "آيرون ليدي". وشكرت الممثلة (62 عاما) التي ارتدت فستانا ذهبيا بلون تمثال الاوسكار الحضور "على مسيرة رائعة بشكل لا يوصف. وحازت اوكتافيا سبنسر عن دورها في فيلم "ذي هلب" اوسكار افضل ممثلة في دور ثانوي من دون اي مفاجأة بعدما حصدت كل الجوائز السينمائية خلال الموسم الحالي. وقالت الممثلة "شكرا لانكم اهديتموني اجمل رجل في السهرة" في اشارة الى تمثال اوسكار الاصلع القصير ومفتول العضلات قبل ان تجهش بالبكاء. وفاز الممثل الكندي كريستوفر بلامر الذي كان الأوفر حظا للفوز، في سن الثانية والثمانين بجائزة أفضل ممثل في دور ثانوي لتأديته دور مثلي جنسي يقرر أن يكشف عن ميوله الجنسية في سن متقدمة في فيلم "بيغينرز" لمايك ميلز. وتوجه مازحا الى التمثال "انت اكبر مني بسنتين اي كنت طوال سنين عمري؟" فيما وقف الحضور له ضاحكا ومصفقا. وقد اسست جوائز الاوسكار العام 1927 قبل سنتين على ولادة الممثل. واكتفى فيلم "ذي ديساندنتس" الذي كان من الاوفر حظا في السهرة، بجائزة افضل سيناريو مقتبس في حين حاز وودي آلن جائزة افضل سيناريو اصلي عن "ميدنايت ان باريس" وهو الاوسكار الرابع في مسيرته الفنية. اما اوسكار افضل فيلم اجنبي فكان من نصيب الايراني "انفصال" الذي سبق ان حصد مجموعة كبيرة من الجوائز العالمية. وقال مخرج الفيلم اصغر فرهادي "انا فخور بإهداء (الاوسكار) الى شعبي وهو شعب يحترم كل الثقافات والحضارات وينبذ الحقد والكراهية..