سيدني، بكين – رويترز - أكدت الصين امس، اعتقالها لموظف تعدين أسترالي وثلاثة آخرين بزعم انهم جواسيس، في قضية هزت أسواق المال وأثارت القلق في شأن العلاقات الصينية - الأسترالية. ونقلت وكالة انباء «شينخوا» عن أجهزة أمن الدولة في الصين، ان الموظفين الأربعة في شركة «ريو تينتو ليميتد» اعتقلوا بتهمة سرقة أسرار الدولة. وأضافت الوكالة من دون إعطاء المزيد من التفاصيل: «يجرى التحقيق في القضية وفقاً لأحكام القانون.» وخرجت تقارير خلال الأيام القليلة الماضية، في شأن الاعتقالات التي قامت بها الصين من مصادر أسترالية في وقت لا يخفي المستثمرون قلقهم من أن يؤدي هذا الحدث إلى تأثر العلاقات التجارية بين استراليا وبين أكبر شركائها التجاريين. وقال وزير الخارجية الأسترالي ستيفن سميث إن المسؤولين في الخارجية لم يتحدثوا بعد مع ستيرن هو مسؤول مبيعات خام الحديد في شركة «ريو تينتو» العالمية للتعدين في الصين، عقب اعتقاله. وأبدى سميث عزمه على التأكد من أن هو لا يلقى معاملة سيئة. وقال سميث للتلفزيون الأسترالي الرسمي ان «أحد الأسباب التي من أجلها نريد الاتصال به، هو أن نطمئن على صحته و سلامته ونحصل منه على بعض التوجيهات حول كيفية مساعدتنا له». وكانت السلطات الصينية احتجزت هو الأحد مع ثلاثة من فريقه الذي يتخذ من شنغهاي مقراً له. وأعلنت صحيفة أسترالية أسماءهم وهم: وانغ يونغ وكي جي وجيف ليو. ووصف سميث اتهامات التجسس بأنها «مفاجئة تماماً»، وقال إن الحكومة الأسترالية تسعى إلى الاتصال بالمعتقل بسرعة وإنها تريد أن تعرف المزيد عنه قبل يوم السبت الموعد الذي وضعه الديبلوماسيون الأستراليون في الصين لاتصال القنصلية به. وأدت المخاوف من تأثر العلاقات التجارية الأسترالية - الصينية الى انخفاض الدولار الأسترالي أمام الين في التجارة الخارجية (اوفشور) في أسوأ انخفاض يحدث في يوم واحد منذ شهرين ونصف، خوفاً من أن يؤدي اعتقال الأسترالي إلى توتر العلاقات بين البلدين. وزاد من هذه المخاوف تقرير جاء فيه أن أحد المشترين الصينيين ألغى فجأة صفقة لاستيراد شحنة من الفحم بالرغم من أن الشحنة كانت في طريقها إلى الصين ورغم أن تجار الفحم أرجعوا سبب الإلغاء إلى ارتفاع مخزونات الفحم في الصين وانخفاض الطلب عليها. والصين هي ثاني أكبر مستورد من أستراليا بعد اليابان واستوردت من الأستراليين بقيمة 36 بليون دولار أسترالي (28 بليون دولار) معظمها خلال 11 شهراً. وفي عام 2008 كان خام الحديد يمثل أكثر من نصف صادرات أستراليا إلى الصين.