«سعادة الركاب المحترمين، حمداً لله على سلامة وصولكم إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ونتمنى لكم طيب الإقامة»... بهذه العبارة انتهت الرحلة الجوية، معلنة الوصول إلى الرياض، لكن ما الذي يحصل بعد ذلك؟ ينزل المسافر من الطائرة، يختم جوازه بالدخول، يتجه لاستلام أمتعته، وهو منهك، كل ما يفكر فيه، كيف سيصل إلى مكان إقامته؟ لكن ذلك لن يحصل بسهولة، في حال لم يكن أحدهم في انتظاره. ما إن يتسلم حقائبه، ويجتاز نقطة الجمارك الأخيرة، متجهاً إلى بوابة المطار، حتى تبدأ الحكاية، منهك ومتشوق للوصول إلى منزله، يفاجأ بشبان وشيب يتنازعونه منذ اللحظات الأولى التي تطأ فيها قدماه رصيف المطار، وربما قبل ذلك! أشخاص عاديون، تظن في البداية أنهم سائقو أجرة، لكن في حال تجاوبت معهم ستكتشف أنك وقعت في «فخ»، فهؤلاء هم «الكدادة»، كما يطلق عليهم في اللهجة الدارجة... ليسوا سائقي أجرة، بل يركضون وراء رزق إضافي بسياراتهم الخاصة. لكن إن استطعت تجاوزهم، فستقع في مشكلة ثانية، بين سائقي الأجرة الرسميين السعوديين وغير السعوديين، وما بينهم من تنافس، وستدخل في قصة الطابور الطويل، والانتظار، وستصدمك الأجرة المطلوبة في ظل غياب تطبيق التسعيرة. وهنا تبدأ مرحلة «الرهان»، فالمسافر يجب أن يتفق مع أحدهم، وربما يبحث عن أقلهم سعراً، من دون أن يعلم أين تقع سيارته في طابور سيارات الأجرة الإجباري الذي لا يرى آخره، وربما يكسب الرهان، وهو أمر نادر الحصول، وغالباً ما سيخسر الرهان. وليس غريباً أن يرى المسافر أثناء بحثه عن اتفاق مع أحدهم أو انتظاره لدقائق وربما ساعات «شجاراً» أو صيحات متقطعة، وأحياناً ضربات ومناوشات بين السائقين، أو تجمعاً على مسافر آخر، فالصراع على رصيف مطار الملك خالد بحثاً عن «زبائن» لا ينتهي! المسافرون القادمون... «ضحايا» العشوائية والتلاعب ب«التسعيرة» والانتظار! محاولات إدارة المطار جاءت بنتيجة عكسية يقفون عند سور المطار من أجل «ريالين» تبادل تهم بين السائقين واستغلال ل «الواصلين» وشجار «مستمر»