أطلقت القوات الأميركية في العراق أمس سراح 5 ديبلوماسيين ايرانيين كانت اعتقلتهم في كانون الثاني (يناير) 2007، وسلمتهم الى السلطات العراقية التي اعتبرت تسليمهم دليلاً على «التزام الجانب الاميركي بتنفيذ الاتفاق الامني». ويلزم الاتفاق الأمني الموقع بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي القوات الاميركية بتسليم كل المعتقلين لديها إلى السلطات العراقية. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية حسن قشقوي ان الديبلوماسيين «اصبحوا بيد الحكومة العراقية صباح الخميس (...) وأصبح الرهائن في مكتب (رئيس الوزراء) نوري المالكي، وسيسلمون للسفارة الايرانية خلال ساعات». وأضاف: «اتصلوا مباشرة بعائلاتهم وبالسفارة (في بغداد) وأكدوا ان حالتهم جيدة»، مشيراً الى ان «اعتقالهم كان مخالفة للقواعد الدولية ولاتفاقية جنيف». من جهته، قال السفير الايراني لدى بغداد حسن كاظمي قمي: «بعد لقاء الديبلوماسيين برئيس الوزراء العراقي، سيتم نقلهم الى السفارة». بدوره، أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان اطلاق الايرانيين يأتي «وفقاً للاتفاق الامني لانسحاب القوات الاميركية والذي ينص على تسليم كل المعتقلين من عراقيين وغير عراقيين الى الحكومة العراقية. وهذا ما تم تنفيذه اليوم (أمس)». وأضاف ان «ذلك يتضمن المسؤولين الايرانيين الذين اعتقلوا في اربيل». وأكد ان اطلاق الايرانيين «يظهر صدقية الولاياتالمتحدة والتزامها في تنفيذ الاتفاق». وبحسب التلفزيون الايراني فإن الخمسة هم: محسن باقري ومحمود فرهادي ومجيد قائمي ومجيد داقري وعباس جامعي. وكانت القوات الاميركية، التي تتهم ايران بتمويل وتدريب الميليشيات الشيعية في العراق، اعتقلت الخمسة في أربيل (شمال العراق) في 11 كانون الثاني 2007، واتهمتهم بأنهم «يدعمون المجموعات الخاصة (الشيعية) ويحرضون على شن هجمات في العراق» فيما أصرت طهران دائماً على انهم ديبلوماسيون، اعتقلهم الجنود الأميركيون خلال مداهمتهم مقر القنصلية الايرانية في أربيل. ونفى الناطق باسم البنتاغون بعد الاعتقال ان يكون المكان مبنى رسمياً قائلاً انه «لم يكن قنصلية او مقراً حكومياً»، على رغم إعلان الحكومة العراقية ان المبنى كان قنصلية ايرانية. وذكر مصدر في السفارة الايرانية في بغداد ان الأميركيين اعتقلوا في البداية 7 ايرانيين وأطلقوا لاحقاً سراح اثنين. وكان مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني كاظم جلالي اعلن الاسبوع الماضي انه «سيتم قريباً الافراج عن الديبلوماسيين»، بموجب الاتفاق الأمني العراقي - الأميركي الذي ينص في أحد بنوده على « تسليم 20 ألف معتقل عراقي وغير عراقي تحتجزهم القوات الاميركية الى الحكومة العراقية»، موضحاً ان «الديبلوماسيين الايرانيين هم جزء من هؤلاء المعتقلين». على صعيد آخر، توقع السفير البريطاني في العراق كريستوفر برنتس ان يصادق البرلمان غداً السبت على الاتفاق العراقي البريطاني. وأوضح برنتس في تصريحات امس ان «الاتفاق العراقي - البريطاني، الخاص بالتدريب والدعم البحري، يعطي دوراً للبحرية البريطانية في حماية المنصات النفطية، كما ستدرب القوات البحرية العراقية من جانب الخبراء البريطانيين». ويتوقع ان يصادق البرلمان غداً السبت على هذا الاتفاق بعد إكمال القراءة الثانية له الثلثاء الماضي. ويعتزم العراق توقيع اتفاق آخر مع الجانب البريطاني يتعلق بالجوانب العسكرية والاقتصادية مماثل لما وقعه مع الولاياتالمتحدة أواخر تشرين الثاني الماضي. لكن الاتفاق يلقى معارضة من بعض الكتل البرلمانية العراقية أبرزها تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.