يجري رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر مباحثات في القاهرة اليوم مع كل من وزير الخارجية المصري محمد عمرو والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، تتناول تطورات الأوضاع في سورية وقضايا عدة على أجندة الجمعية العامة. ومن المقرر أن يتوجه النصر إلى تركيا للمشاركة في مؤتمر دولي عن الوساطة، وذلك عقب زيارته الأولى للقاهرة منذ توليه منصبه في أيلول (سبتمبر) الماضي. وكانت الجمعية العامة اعتمدت مساء الخميس بغالبية ساحقة مشروع القرار الذي تقدمت به مصر باسم 72 دولة بشأن الوضع في سورية، دان بقوة «الانتهاكات المستمرة والواسعة والمنهجية لحقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات السورية ضد المدنيين والمحتجين»، كما طالب القرار الحكومة السورية «بوضع حدٍّ فوري لجميع انتهاكات حقوق الإنسان والهجمات ضد المدنيين». وكانت مصر أعلنت، في تطور لافت، الأربعاء الماضي أن «التغيير المطلوب في سورية قد حان وقته لنتجنب انفجار شامل للوضع في سورية ستكون له تداعيات وخيمة على الوضع الإقليمي واستقرار المنطقة». وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الوزير عمرو رشدي، أنه على رغم إدانة القرار بقوة للأوضاع في سورية، فإن مصر حرصت على التأكيد في أولى فقراته على التزام الأممالمتحدة التام بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية، وكذلك ضرورة الالتزام بالحل السلمي للأزمة السورية بما يتسق مع موقف مصر الثابت تجاه الأزمة منذ نشأتها، والذي طالما عبرت عنه مصر في بياناتها وتصريحاتها. وأيدت الجمعية العامة القرار العربي الأخير بشأن الترتيبات الانتقالية في سورية. من جهة أخرى، أطلقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أمس في القاهرة، وعلى مدى أربعة أيام أعمال «دورة الشهيد أحمد سعيد حبوش» في مجال حقوق الإنسان وأدوات تحقيق العدالة لنشطاء المجتمع السوري. وتهدف الدورة إلى تأهيل الناشطين والناشطات لمواجهة انتهاكات حقوق الإنسان ومدّهم بأدوات تحقيق العدالة. ويشارك في الدورة 28 شخصاً من نشطاء حقوق الإنسان والمحامين والفاعلين في المجتمع السوري يمثلون 10 مؤسسات. وقال رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي الصوراني، أن «ثورة الشعب السوري شكلت نموذجاً فريداً ومتميزاً اعتمد على قوة الفكرة، فكرة مقاومة القمع والقهر والطغيان المتراكم على مدار عشرات السنين»، متمنياً «استقرار الأوضاع في سورية لتعود أجمل وأكمل وأروع، وبناء مجتمع تسوده قيم المساواة والعدالة وسيادة حكم القانون واستقلال القضاء». ونوَّه عضو مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان والرئيس السابق لفرع المنظمة في سورية راسم الأتاسي دور كل من المركز الفلسطيني والمنظمة العربية في نشر ثقافة ملاحقة مجرمي الحرب وعدم إفلاتهم من العقاب وتعميمها في دول العالم العربي.