مونتريال - ا ف ب (خدمة دنيا) - تعرض شركة صغيرة، تتخذ من كندا مقراً لها، الجهاز اللوحي الأقل ثمناً في العالم بهدف تيسير نفاذ ملايين الفقراء إلى الانترنت وليس لجذب محبي أجهزة "آي باد". إذ قدمت شركة "داتاويند" التي يديرها الأخوان الكنديان من أصل هندي "سونيت" و"راجا سينغ" تولي في تشرين الأول (أكتوبر) 100 ألف جهاز لوحي من طراز "آكاش" (أي السماء بالهندية) إلى الحكومة الهندية في إطار برنامج من شأنه تيسير نفاذ الطلاب إلى تكنولوجيا المعلومات. ويبلغ ثمن هذا الجهاز اللوحي 35 دولاراً، وقد صمم في مقر الشركة في مونتريال وصنع في الهند. ومنذ إطلاق هذه المبادرة العامة الأولى في تشرين الأول (أكتوبر)، ذاع صيت "آكاش". ومن المتوقع أن تطلق الشركة في آذار(مارس) نسخة محسنة من هذا الجهاز تخصص للعامة بسعر يتخطى بقليل الخمسين دولاراً. ولفت "سونيت سينغ تولي" إلى أن "تجاوب الجمهور مذهل، فنحن نتلقى يومياً حوالي 30 ألف طلبية مسبقة. وقد سبق وتلقينا ثلاثة ملايين طلبية فردية". وتابع "في نهاية التسعينات، كان 750 مليون شخص على إتصال بالإنترنت في حين كان العدد نفسه يستخدم الهواتف الخلوية. ومنذ ذلك الحين، بلغ عدد مستخدمي الهاتف الخليوي ستة مليارات غير أن مستخدمي الإنترنت لم يتخطوا المليارين. والفرق بين الفئتين يصل إلى أربعة مليارات شخص، ونعتبر بأن سبب الفرق يعود إلى الثمن المرتفع". من هنا، يرى أهمية إطلاق جهاز لوحي منخفض الثمن. ويمكن أيضا لهذا الجهاز أن يشكل الكمبيوتر الأول في أوساط الطبقة الفقيرة. ولا ترمي هذه الشركة الصغيرة، المسجلة في كندا وبريطانيا، إلى منافسة الشركات الكبيرة من قبيل "آبل" (مع جهاز "آي باد") و"سامسونغ" (مع جهاز "غالاكسي") و"ريسيرتش إن موشن" مصنعة هاتف "بلاكبيري" التي لم تحقق نجاحا مع جهازها اللوحي "بلييبوك". وأشار "سينغ تولي" إلى أن "من يشتري جهاز "آي باد" يملك في الأساس كمبيوتر محمول وآخر مكتبي وبالإضافة إلى هاتف متعدد الوظائف وأجهزة تكنولوجية أخرى. أما في ما يخص جهازنا، فالزبائن لا يملكون أي من هذه الأجهزة وهم يسعون إلى ابتياع أول جهاز لهم". وأشار إلى أنه "من المحتمل أن يتخطى الطلب على الأجهزة اللوحية في الهند الطلب على أجهزة الكومبيوتر. وقد تشهد السوق بكل سهولة مبيعات تتراوح ما بين 20 و 30 مليون جهاز لوحي في السنة ونحن نرغب في الحصول على حصة كبيرة في هذه السوق". لكن، كيف تستطيع الشركة تحقيق أرباح من خلال بيع جهاز بسعر 35 دولارا؟ فأجاب سينغ تولي موضحاً "يكمن التحدي في تشكيل الرزمة الملائمة من التطبيقات بالنسبة إلى المستهلك. مثلا، هل أنتم بحاجة فعلا إلى تقنية "بلوتوث" للإتصال بين الأجهزة الإلكترونية؟ قد تكون هذه التقنية مهمة لبعض المستهلكين، لكن بالنسبة إلى آخرين يبقى ثمن الجهاز الأكثر أهمية. ومقابل هذا الثمن، يريدون الإتصال بالإنترنت والحصول على التطبيقات الأساسية وعلى نظام الفيديو". وقد خضع جهاز "آكاش" إلى تفحص دقيق من قبل اختصاصيين في التكنولوجيات الجديدة. فانتقد هؤلاء الإضاءة الخفيفة الخاصة بالشاشة وبطء الجهاز وعدد التطبيقات المحدود بالإضافة إلى البطارية التي لا تخدم طويلا. لكن هذا الجهاز بقي مثيرا للإهتمام على الرغم من هذه الانتقادات. وقد اجتمعت إدارة شركة "داتاويند" بمسؤولين من البنك الدولي للتباحث معهم في احتمال إستخدام الجهاز اللوحي كأداة تعليمية في البلدان النامية حيث من غير الممكن تحمل ثمن جهاز من قبيل "آي باد". وبعد الهند، تعتزم الشركة طرح أجهزتها في تايلاند ومصر والبرازيل وأميركا اللاتينية. يذكر أنه ولغاية الآن، فإن 8 بالمئة فقط من إجمالي سكان الهند، البالغ عددهم 1,2 مليار نسمة، متصلون بالإنترنت، بحسب ما جاء في دراسة أجرتها جمعية الشركات الهندية للإنترنت والهواتف الخلوية. وبحسب ما توقعت شركة "غوغل" العملاقة في عالم الإنترنت، أنه سوف يتضاعف عدد مستخدمي الإنترنت في الهند ثلاث مرات في غضون ثلاث سنوات على أثر تحسين النفاذ إلى شبكة الإنترنت اللاسلكية وتوفير هواتف المتعددة الوظائف بأسعار مقبولة.