الآن علينا أن نغير خطابنا، وحواراتنا، ونرتاح قليلاً من الدوري وصداع المنافسة الذي حولناه إلى خارج الملعب، ونوجه حديثنا باتجاه المنتخب الأول، فهو بحاجة إلى وقفتنا ودعمنا في هذه الفترة الحرجة للأخضر السعودي. ليس هناك ماهو أهم من منتخب الوطن، وليس هناك ماهو أكبر من الوصول إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في البرازيل، وليس هناك ماهو أجمل من الاحتفال بفوز منتخبنا، وتجاوزه لهذه المباراة المصيرية والحاسمة مع منتخب أستراليا. لقد اقترب موعد الحسم، ونحن أمام الجولة الأخيرة، فإما أن نحجز مقعدنا بين كبار آسيا، أو نعود إلى الوطن وننتظر فرصة أخرى لكأس عالم قادمة عام 2018، فالوقت حرج، والمطلوب فيه «همة رجال»، و«عزيمة بطل». لندع الأندية وألوانها، ونلتف جميعاً حول اللون الأخضر لون علم الوطن ، فهذا هو شعارنا في هذا الوقت، والحدث لا يحتاج إلى تذكير، وخصوصاً لمن يعرفون معنى «منتخب»، ولا يرضيهم واقع منتخب تسيَّد قارته لسنوات عدة. إننا مطالبون كإعلام بكل أشكاله، بمنح الأندية وجماهيرها فترة استراحة، وتأجيل الحديث عن الأندية ونشاطاتها إلى ما بعد موقعة أستراليا، والتركيز فقط خلال هذه الفترة التي تسبق لقاءنا المقبل على دعم الأخضر وتحفيز لاعبيه، وتذكيرهم بإنجازاتهم السابقة على مستوى آسيا، أو بوصولهم أربع مرات متتالية إلى نهائيات كأس العالم. لن أقول بأن المهمة ليست صعبة، لكنني أجزم أنها غير مستحيلة، فنحن نواجه منتخباً سبق أن واجهناه، وهو ليس منتخباً لا يهزم أو لا يقهر، فإذا كان لديه لاعبون محترفون في أندية أوروبية، فإن لدينا لاعبين نثق بهم، وبإمكاناتهم. المنتخب السعودي لا ينقصه شيء، وهو ليس بهذا السوء الذي يجعل مصيره يتعلق بمباراة أخيرة، في الجولة الأخيرة، وليس هذا مكانه في الترتيب على مستوى المجموعة، ولكنها كرة القدم التي أساسها الموهبة، ولكنها تتأثر بنوعية العمل والفكر والرؤية والاستراتيجيات. ولأنني أثق في موهبة اللاعب السعودي وذكائه، فإنني أتوقع أن نكسب مباراة أستراليا، ومما يزيد من ثقتي وتفاؤلي، هو هذه التوليفة التي اختارها السيد ريكارد ليخوض بها مواجهة أستراليا، ولكن يبقى الدور الأكبر والأهم على إدارة المنتخب، فهي المعنية قبل غيرها بتهيئة اللاعبين نفسياً ومعنوياً، والعمل على تقديم روح الفريق الواحد، من دون تحيز للاعب أو مجموعة معينة. [email protected]