في بلاد العم سام (أميركا) رمضان كبقية الأشهر، أكل وشرب وعمل لقلة المسلمين، إلا أن أذهان عدد من المبتعثين، تحن إلى الطقوس السعودية والعربية، ما جعل النادي السعودي والمركز الإسلامي في مقاطعة يوجين، يقيم إفطاراً جماعياً للرجال والنساء، تعويضاً لما يفتقده المبتعثون. في الإفطار الخاص بالنساء أقيمت مسابقة أفضل «طبق» خاص بالأكلات الشعبية، حصد «الجريش» جائزتها من دون منازع، يبدو أن ندرته في أميركا وجودة الطبخ أسهمتا في تفوقه. وعلى رغم أن الإفطار الجماعي متوزع على يومين، للرجال يوم وللنساء يوم، إلا أن المشاركة بالمأكولات والتفاعل كانت حاضرة في كلا اليومين، خصوصاً في اليوم المخصص للنساء. بعد الإفطار تحدث الشيخ راشد الحميد والشيخ عبدالباسط سليمان، عن تجربتهم في الدعوة إلى الله في أميركا، وقدموا حديثاً وعظياً يحث المبتعثين على استغلال رمضان ومضاعفة العمل لنيل الأجر من الله. من جهته، يقول رئيس النادي السعودي في يوجين عبدالله الحربي ل«الحياة»: «بتوفيق وتسهيل من الله ثم بجهود الإخوان والأخوات جميعاً بلا استثناء، أقام النادي السعودي بالتعاون مع المركز الإسلامي بيوجين إفطارين جماعيين، أحدها خاص بالنساء والأطفال، والآخر خاص بالرجال، وكان هناك تفاعل جيد ولحظات جميلة ذكرت الجميع بأهاليهم وأحبتهم في وطننا الغالي». وأفاد بأن «هناك ترتيبات وتجهيزات بالتعاون مع اتحاد الطلبة المسلمين لإنشاء احتفال لعيد الفطر، وهذا من شعائر ديننا الحنيف، وأيضاً لتخيف جو الغربة على المبتعثين والمبتعثات». وأكد تطلعه وكل أعضاء الفريق العامل معه لبدء العام الدراسي الرسمي، إذ يستهل النادي مشواره في مساعدة الطلاب وتوفير الخدمات لهم قدر المستطاع. من جهته، يقول الباحث الشرعي عبدالعزيز الغنام إن تفطير الصائمين له أجر عظيم، يستطيع أن يقوم به كل واحد منا، إذ ليس بالضرورة أن يتم دفع المبالغ الطائلة أو تقديم الأطباق الفاخرة من أنواع الطعام، ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعطي الله الثواب من فطر صائماً على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن». وأشاد بحرص المسلمين على المشاركة في تفطير الصائمين، وأضاف: «كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يحرصون على تفطير الصائمين، إذ كان كثير من السلف يواسون من إفطارهم أو يؤثرون به». وذكر أن ابن عمر كان يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم لم يتعش تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقى في الجفنة فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.