في خطوة تحمل رسائل عدة، اجتمع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل مع رئيس حكومة «حماس» المقالة في غزة إسماعيل هنية في الدوحة أمس في لقاء مطول استمر نحو أربع ساعات، وجاء في ختام جولة هنية الثانية التي شملت قطر والبحرين والكويت وإيران والإمارات. وبدا المسؤولان يبتسمان وهما يتناولان أكواب الشاي في مستهل لقاء اتسم ب «الحميمية» وفقاً لمشاركين ومشاهدات «الحياة». ووفق نص وقائع اللقاء ومعلومات تلقتها «الحياة» من مصادر في «حماس»، قال مشعل في الاجتماع الذي حضره عضو المكتب السياسي في الحركة سامي خاطر: «استعرضنا معاً جولته (هنية) المباركة في المنطقة وزيارتنا للأردن وقطر، وما جرى فيها ومجمل التطورات السياسية في شأن القضية الفلسطينية وفي المنطقة، وتبادلنا الرأي في كل ما يتعلق بموقف الحركة تجاه هذه الأحداث والتطورات». وأضاف: «استعرضنا اتفاق الدوحة ووضعت الأخ أبو العبد (هنية) في صورة تفاصيله، وتباحثنا في خصوص الخطوات العملية لتنفيذ هذا الاتفاق، ... ونحن في حماس كما يعلم الجميع، ماضون في طريق المصالحة وحريصون على طي صفحة الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني في إطار السلطة». وقال هنية: «في خصوص تفاهمات الدوحة، تحدثنا في شكل معمق حولها واتفقنا على آليات تنفيذ هذا الاتفاق إن شاء الله بما يحقق الهدف المنشود منها، وهو تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام وتكريس الشراكة الوطنية وحتى يتفرغ شعبنا للملفات الكبيرة للقضية وهي القدس والضفة والاستيطان والجدار وقضايا اللاجئين، ونحن في حاجة ماسة لتفريغ الشعب لمواجهة هذه الملفات الكبرى». وشدد على أن «من الواضح أن السياقات السياسية كافة، بما فيها هذا الاتفاق الذي أبرمه الأخ أبو الوليد من موقعه المقدر والمحترم كرئيس للحركة وبرعاية دولة شقيقة هي قطر، امتداد لروح الحراك العربي الذي قامت به مصر بما يدل على أننا ماضون في الاتجاه الصحيح ومعنيون بتحقيق المصالحة وحريصون أن يرى شعبنا ثماراً مباشرة وعملية لهذه المصالحة ولهذه التفاهمات والاتفاقات، وحماس مكون أساسي فيها».