نفت الجزائر أن تكون على خلاف داخل الجامعة العربية مع دول خليجية، على خلفية تباين المواقف إزاء الملف السوري. واتهم وزير الخارجية مراد مدلسي أطرافاً بعدم فهم الموقف الجزائري القائم «على رفض التدخل الغربي». وفي سياق متصل، استقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في إقامة جنان المفتي بالجزائر العاصمة مساعد وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية للشؤون الامنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود. وقال الأمير محمد بعد المقابلة إنه نقل إلى الرئيس بوتفليقة تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. في غضون ذلك، بدا وزير الخارجية الجزائري، أمس، متفاجئاً بأسئلة وُجّهت له عن «خلاف جزائري - قطري» داخل الجامعة العربية، نقلاً عن وسائل إعلام مقربة من الحكومة السورية. وأوضح الوزير مدلسي في مؤتمر إعلامي مشترك مع وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل غارسيا، في العاصمة الجزائرية، أن «التهديد ليس لغة جزائرية»، في رده على كتابات قالت إنه «هدد» مسؤولاً قطرياً خلال نقاش حول المسألة السورية في الجامعة العربية. لكن مدلسي أوضح أن «الجزائر سبق لها أن أبدت تحفظاً عن النقطة السابعة من قرار الجامعة العربية الصادر في 22 كانون الثاني (يناير) والداعي إلى رفع القضية إلى مجلس الأمن الأممي دعماً للجامعة لأنه حينها لم نكن ندرك الهدف الحقيقي من هذا القرار وعليه فإن لدينا عدة أسباب للتحفظ (مجدداً) بخصوص رفع القضية إلى مجلس الأمن». ودان مدلسي حرق جهات نُسبت إلى المعارضة السورية للعلم الجزائري قائلاً إن «هذا تصرف غير لائق وغير مقبول في الوقت نفسه». وأضاف: «أغتنم هذه الفرصة لأدين مثل هذا التصرف الذي لم يقم به الشعب السوري بل أطراف غير مسؤولة وربما غير مطلعة على (حقيقة) الموقف الجزائري». وباشرت الجزائر وإسبانيا أمس محادثات حول القضايا المشتركة، في أول زيارة يقوم بها وزير الخارجية خوسي مانويل غارسيا مارغاليو للجزائر منذ فوز الحزب الشعبي في الانتخابات الأخيرة. وكشف الوزير الإسباني عن محادثات مع الجزائر بخصوص نزاع الصحراء الغربية، وقال إن بلده يدعم حلاً سياسياً لنزاع الصحراء الغربية يضمن «حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير».