أجرى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في مدريد أمس محادثات مطولة مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثباتيرو، كرست «مصالحة» بين البلدين اللذين شهدت علاقتهما فتوراً منذ وصول الاشتراكيين إلى الحكم في اسبانيا. ووصل بوتفليقة إلى مدريد في إطار زيارة رسمية يترأس خلالها مع ثباتيرو الاجتماع الرابع الرفيع المستوى بين البلدين. وخصصت الزيارة للتشاور في شأن ملفات إقليمية سياسية وأمنية واقتصادية، ورافق بوتفليقة وزراء الخارجية مراد مدلسي والداخلية نور الدين يزيد زرهوني والطاقة والمناجم شكيب خليل والأشغال العمومية عمار غول. واعتبرت الرئاسة الجزائرية أن اللقاء «يسمح للطرفين بالشروع في تقويم دقيق للعلاقات الثنائية وآفاق تطويرها في مختلف مجالات التعاون»، خصوصاً أنه الأول على هذا المستوى منذ عام 2006 حين توترت العلاقات بسبب ما اعتبره مسؤولون جزائريون «الدعم الفاضح للاشتراكيين لموقف المغرب من نزاع الصحراء الغربية». ويحمل وزير الداخلية ثلاثة ملفات لمعالجتها، هي التعاون الأمني والهجرة السرية وتنقل الأشخاص من وإلى اسبانيا انطلاقاً من الجزائر، كما سيجرى تقويم أولي لاتفاق أمني شامل دخل حيز التطبيق بين البلدين قبل نحو ستة أشهر، يوصف بأنه الأهم والأكبر بين الاتفاقات الأمنية التي وقعتها الجزائر. وأعرب بوتفليقة لثباتيرو عن رغبة الجزائر في «دعم مسار التفاوض في ملف الصحراء الغربية تحت إشراف الأممالمتحدة، بما يحقق حلاً سياسياً مقبولاً يضمن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي»، كما ناقش الرجلان قضية الناشطة الصحراوية أمينة حيدر التي كان المغرب أبعدها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى اسبانيا حيث أضربت عن الطعام شهراً قبل أن تسمح لها الرباط بالعودة. وطلبت الجزائر رسمياً من مدريد «الدخول على خط المساهمين في إنجاح مسار الدعم لجبهة الرافضين للتفاوض مع الجماعات الإرهابية، باعتبارها رئيسة للاتحاد الأوروبي». ونُقل عن ثباتيرو تأكيده أن «لا وجود لمشروع تفاوضي» مع «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» الذي يحتجز ثلاث رهائن اسبان في الساحل الصحراوي منذ نحو شهر.