أدت خلافات بين رجال دين يمثلون مذاهب فقهية متنوعة إلى تأجيل إصدار توصيات المؤتمر العالمي الأول للرقابة على الغذاء الحلال الذي نظمته هيئة الغذاء والدواء في الرياض على مدى اليومين الماضيين. وتتعلق نقاط الخلاف بكيفية نظر كل فريق إلى استخدام طريقة الصعق الكهربائي للذبائح ومدة بقاء الروح داخل الذبيحة، إضافة إلى رخصة كراهة ما يذبحه أهل الكتاب بالنسبة للمسلمين. وهنا اقترح مسؤولون عن تنظيم المؤتمر توزيع استبيانات على الحضور ليقترح كل واحد منهم توصياته ثم يتم جمعها وإعلانها لاحقاً، وهو ما جرى فعلاً. وذكر رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور إبراهيم المهيزع، أن المؤتمر طبّق طريقة جديدة في طرح التوصيات، وذلك بتوزيع استبيانات على كل الحاضرين ليدلوا بدلوهم في التوصيات المقترحة، ثم تفرزها لجنة متخصصة وتعلنها. وأشار رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء محمد الكنهل إلى أن موضوع الغذاء والدواء استغل من أطراف كثيرة، فأتى هذا المؤتمر ليؤكد رسالة السعودية في الاهتمام بكل ما يتعلق بالإنسان المسلم في جميع شؤون الحياة، لافتاً إلى أن المؤتمر يسعى إلى الخروج بمواصفات محددة للغذاء الحلال. وبرزت خلال المؤتمر دعوات من متخصصين إلى إرسال مراقبين للكشف على مسالخ في دول غير إسلامية والتأكد من الآلية التي تعتمدها في الذبح ومن عدم تطبيق الصعق الكهربائي للحيوانات، والتخلي عن «تدويخ» الدواجن قبل ذبحها. وشدد أستاذ الفقه المقارن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد البنا على أهمية الاهتمام بعلف الحيوان لما يترتب عليه من جودة اللحوم، مؤكداً أن المستجدات التي ظهرت في صناعة الأعلاف تستوجب ضرورة البحث عن حكمها الفقهي ومما يترتب على استخدام بعض أنواع الأعلاف من أمراض مثل جنون البقر وأنفلونزا الطيور. وحذر الأستاذ المشارك في كلية التربية جامعة الملك سعود الدكتور العربي الإدريسي من تدويخ الدواجنK تسهيلاً لذبحها بواسطة غاز ثاني أوكسيد الكربون، مشيراً إلى أن ذلك يؤدي إلى تلف الدماغ وارتفاع نسبة البكتريا في اللحوم وفقدانه جودتها. ولفت الباحث في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور هاني المزيدي خلال جلسة نقاش بعنوان «طرق التدويخ والذبح» في اليوم الأخير من المؤتمر إلى أن اختلاف منهج الإشراف على الغذاء الحلال والذبح يختلف بحسب المذهب الفقهي، لكن الأصل ثابت وفق النهج الإسلامي، مشيراً إلى أن عدد الجمعيات الإسلامية الناشطة بالرقابة على الغذاء يبلغ 300 جمعية منها 33 في المئة مسجلة فقط بشكل قانوني، وتتوزع بين أميركا وأوروبا وأفريقيا وأميركا الشمالية. وأكد أهمية وجود منهجية واضحة في الرقابة على الأغذية الحلال. وفي شأن متصل، طالب المتخصص في المركز الوطني للتقنية الزراعية الدكتور هاني العساف، بإرسال مراقبين إسلاميين للكشف على عمل المسالخ في الدول غير الإسلامية، والتأكد من الآلية التي تعتمدها في الذبح ومن عدم تطبيق الصعق الكهربائي، داعياً إلى العمل على تسهيل وتوحيد إجراءات تصدير واستيراد اللحوم، على أن تتولى الهيئة العامة للغذاء والدواء التنسيق بين القطاعات الحكومية لإصدار التشريعات التنظيمية في هذا المجال. وأوضح البروفيسور سالم عبدالغني، أن الإضافات الغذائية كما تعرفها الهيئة الأوروبية هي مواد لا تستهلك كغذاء بحد ذاتها، كما أنها لا تستخدم عادة كمكون غذائي بغض النظر في قيمتها الغذائية، وتستخدم في تصنيع الحليب ومشتقاته، وطالب خلال جلسات اليوم الثاني من المؤتمر، علماء المسلمين بمراجعة المسائل المتعلقة باستخدام الجينات المأخوذة من حيوانات محرمة. تحذير من إضافة هرمون النمو البقري إلى الأعلاف