يعتبر مرض ترقق العظام وهشاشتها من أخطر الأمراض التي يتعرض لها الرجال والنساء. وتشير التقارير العلمية إلى أن نسبة الإصابة بهذا المرض تزداد في النساء، إذ يصيب واحدة من كل ثلاث نساء، مقابل واحد من كل خمسة ذكور. ونظراً الى خطورة المرض، فقد خصصت «منظمة الصحة العالمية» يوماً سنوياً للتوعية بمخاطر ترقق العظام وأهمية الوقاية منه. وفي حديث الى «الحياة»، قال الدكتور سمير البدوي رئيس «الجمعية المصرية للوقاية من ترقق العظام» (أنشئت قبل تسعة أعوام) إن العشرين عاماً الماضية شهدت اهتماماً متزايداً بمرض ترقق العظام وهشاشتها. وأرجع ذلك إلى سببين، أولهما ظهور أجهزة تشخيص وأشعة حديثة تتمتع بتكنولوجيا عالية ساعدت في الكشف المبكر عن المرض، والثاني هو التوصل إلى عقاقير تعمل على تنشيط الخلايا المتخصصة في بناء الكتلة العظمية وتثبيط عمل الخلايا التي تهدم الكتلة العظمية، إذ إن مرض الهشاشة ينتج من زيادة معدل هدم الكتلة العظمية عن معدل بنائها. وأضاف: «نحاول في مصر الآن تحديد نسب الاصابة بالمرض. وقد أنجزت الدكتورة آمال بدوي استاذة الصحة العامة في كلية الطب في جامعة الزقازيق، دراسة علمية على إحدى قرى محافظة الشرقية. وشملت الدراسة 500 سيدة تتراوح أعمارهن بين 15 و70 سنة. وأجريت فحوص تفصيلية لهؤلاء السيدات. وأسفرت النتائج عن تقصي إصابة 80 في المئة منهن بنقص في الفيتامين (د) وهو الفيتامين المسؤول عن تجميع الكالسيوم في العظام وبالتالي بناء الكتلة العظمية. ويعتبر انخفاض هذا الفيتامين مؤشراً خطراً. وكذلك أجريت دراسة أخرى في كلية الطب في جامعة المنيا، لمحاولة رسم صورة واضحة عن مدى انتشار المرض. ومن المعروف أن الشخص يستطيع أن يحصل على حاجاته من الفيتامين (د) عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة لما يتراوح بين 5 و15 دقيقة، شرط تكرارها من 2 إلى 3 مرات أسبوعياً في فترة الظهيرة. ويمكن الإنسان الحصول على الفيتامين (د) في شكل أقراص من زيت كبد الحوت». وأشار البدوي الى ان الجمعية ستشترك مع إحدى شركات الحليب بتوزيع الحليب مجاناً على أطفال المدارس في القرية التي شملها البحث لتعويض نقص الفيتامين (د)، مع توعية الأطفال بأهمية التعرض لأشعة الشمس لبناء الكتلة العظمية، مشيراً الى أن نسبة نقص فيتامين (د) في أميركا مثلاً تتراوح بين 4 و8 في المئة.