كان مثيراً للاقتصاد والحب خبر «الحياة» يوم الحب الماضي الذي صادف الإثنين عن اتجاه الناس للمشاتل لشراء الورود الحمراء، بعد أن امتنعت أغلب محلات الورود والهدايا عن بيعها خوفاً من المصادرة والمنع. اقتصادياً، سيكتشف الناس البون الشاسع في الأسعار، فالمشاتل تبيع الورود بريالات معدودة، عددها أقل من أصابع اليد الواحدة، وهي لا تغلف بأوراق مزركشة وشرائط مذهبة، ولا تضع كروتاً غرامية، وليس فيها سوى الإخوة «الصعايدة» من مصر الشقيقة الذين يكونون غالباً عمالة هذه المحلات لخبرتهم في الزراعة، وجلدهم على هذه المهنة البدنية. مع مرور السنين ستكتشف المشاتل القصة، وسترفع الأسعار خلال موسم الحب، ثم سيكتشف من يقال إنهم يراقبون ويصادرون الورد الأحمر القصة، فيبدأ العشاق في ملاحقة الورد في محلات أخرى، ولدي قائمة اقتراحات أولها للنساء المشاغل النسائية المغلقة، وللرجال الاستراحات المغلقة أيضاً أمام أعين الناس. طريف هو يوم الحب، يكفي ان تجول في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي لتبتسم، بغض النظر عن موقفك من طرفي النقيض، فيكون يومك أنت أيضاً عيد وحب لأن الابتسام بوابة الروح، والروح محبة دوماً، فتكون بشكل او بآخر طرفاً في القضية الحمراء في اليوم الأبيض. لا يهمني «الفالنتاين»، وإذا ما كان تخليداً لشيء غير حسن، أو تشبهاً بأناس «وع عليهم»، أو حتى كان بالفعل قصة رومانسية خالدة، استطيع أن أعيش أياماً من الحب من دون ذكرى سنوية، واشتري الورد الأحمر في اليوم الأخضر، والأصفر في اليوم «المنيل بستين نيلة»، يهمني أن المشاتل هذا العام ستقدم هداياكم لأحبتكم، وهي تحمل ملامحكم «خوش اهتمام»، هكذا سيقول بعضكم. هل لاحظتم أن هدايانا، بعضنا على الأقل تحمل ملامح غيرنا، يهمنا «الكشخة» في قالبها، لدرجة تنسينا قلبها، علب فاخرة بذوق لبناني أو سوري، وتغليف بذوق فيليبيني أو هندي، وربما «توصيل» لأسباب اجتماعية بذوق بنغلاديشي، تفصيلة صغيرة لن تهم الكثيرين منكم. إذا دخلتم المشتل اشتروا ما طاب لكم من الورود، ومعها فليأخذ وأحدكم او «واحدتكم» شتلات يغرس كل واحدة عن حبيب، ربما «توتة» للوالدة، ليمونة للوالد، ياسمينة لشريك الحياة، نرجس لطفلتك، وإذا كان أطفالك الذكور مراهقين لا بد لك من «صبار» في هذا الزمن الالكتروني. سيحب الناس الحب، وسيفعلون بعض ما يفعل العالم، وستزهر المشاتل بالمال والعواطف، وستبقى هذه المناسبة فرصة «كتابية» سانحة لا يمكنني تفويتها، وتأمل المجتمع والتفكير الجمعي من خلالها، وبالطبع الابتسام، الذي يكون حلواً أو مراً تبعاً لطريقتك في التفكير في ما يحدث، ولقراءتك الاستشرافية لما سيحدث، «هابي مشتل». [email protected] @mohamdalyami