حضّ وزير النفط العراقي السابق ابراهيم بحر العلوم الحكومة على فتح حوار «جدي مع المملكة العربية السعودية لاعادة العمل في خط انابيب لنقل النفط الى البحر الاحمر كضرورة، واعتبر افتتاح مرفأ عائم خطوة إيجابية على صعيد الصناعة النفطية، ونفى ما أشيع خلال الفترة الماضية عن وجود ضغوط ايرانية حالت دون افتتاح مرفأ لتصدير النفط الجديد. وقال بحر العلوم في تصريحات الى «الحياة «ان «أمام وزارة النفط مهمة مواصلة المفاوضات مع المملكة العربية السعودية لاستعادة العمل بالأنبوب الذي تم انشاؤه في نهاية الثمانينات وبجهود وبأموال عراقية وبطاقة تصدير تصل الى مليون ونصف مليون برميل يومياً عبر ميناء ينبع على البحر الأحمر». ولفت الى ان «قوة العراق تكمن في امتلاكه خيارات للتصدير عبر الدول المجاورة «، وشدد على ضرورة «ان لا يكون النفط العراقي، خصوصاً انتاج حقول البصرة أسير توترات سياسية». واشار الى ان «الإسراع في تنفيذ هذه المشاريع سيكون له مردود ويساهم في تعزيز المصالح المشتركة مع دول الجوار». وحضّ الحكومة على دراسة تنويع منافذ التصدير بما فيها البحر الابيض المتوسط وطالبها ب»إنشاء أنبوب استراتيجي جديد يمتلك المرونة لنقل النفط الخام من حقول الجنوب الى البحر الابيض المتوسط لأنه اصبح ضرورة . والخيار المفضل ان يكون عبر سورية بغض النظر عما تشهده الساحة السورية من تداعيات سياسية». وعن مصير انتاج حقول الشمال قال: «يجب ان يمتلك هذا الأنبوب المرونة لنقل انتاج الحقول الشمالية. هذا الخيار لا يعفينا من تأهيل الأنبوب الناقل لانتاج حقول كركوك وإقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي». وتابع: «لعلنا اليوم اكثر إدراكاً لمخاطر هذه الاستراتيجية التي تستند إلى توسيع التصدير عبر الخليج كبوابة أساسية لانتاج الحقول الجنوبية فالتوتر الذي تشهده منطقة الخليج بين آونة وأخرى دعا بعض دول الخليجي إلى البحث عن بدائل». وتابع ان «معلوماتي تفيد ان خطط وزارة النفط تتجه الى زيادة الطاقة التصديرية في الجنوب الى سعات تقارب 5 مليون برميل يوميا لاستيعاب الزيادات المتوقعة خلال السنوات الثلاث المقبلة». واعتبر «افتتاح الميناء العائم لتصدير النفط الخام عبر مياه الخليج أخيراً خطوة إيجابية على صعيد الصناعة النفطية. وتشغيل المرفأ العائم بطاقة 800-900 الف برميل سيفسح المجال امام الشركات الاجنبية في المضي قدماً في خططها الإنتاجية وسيتمكن العراق من زيادة صادراته التي تعهدت وزارة النفط بالوصول بها الى معدلات تقارب 2.6 مليون برميل يوميا لتحقيق الايرادات المخططة والمطلوبة في موازنة 2012». ونفى وجود ضغوط ايرانية على العراق لتأخير تشغيل المرفأ الجديد وعزا تاخير افتتاحه الى مشاكل فنية، وقال: «التأخير الذي طرأ على مواعيد تشغليه كانت لمبررات فنية ليس الا، عكس التقارير الإعلامية التي تم تداولها في الايام الماضية واشارت الى وجود ضغوط سياسية». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي افتتح السبت الماضي مرفأ عائماً في مياه الخليج العربي بطاقة تصل الى 850 الف برميل يومياً لنقل نفط البصرة. وأكد بحر العلوم تغلب المؤسسة النفطية العراقية على مشاكل واجهتها خلال الاشهر الماضية لعدم وجود منافذ تصدير.