«ولدت التقنية لتبقى، وتبقى لتؤثر، وتؤثر لتغير»، هذا ما ذكره مدير ندوة «الإعلام التفاعلي والشباب والمتغيرات» الدكتور فايز الشهري، بعد أن قام بتقسيم الأجيال إلى أقسام عدة، مشيراً إلى أن هذه الأجيال الأخيرة هي من يصنع الإعلام، واصفاً الجيل الموجهة إليه الندوة بالجيل الحائر. بينما استعرض مدير إدارة المعلومات في إدارة الأمن الفكري والجريمة الدكتور علي الغفيلي شاشة هاتفه النقال، موضحاً كمية الرسائل التي وصلته ما بين نصية ووسائط ورسائل برامج المحادثة وغيرها، كدلالة على كمية الزخم الاتصالي الحاصل، مشيراً إلى أن لكل رسالة هدفاً. وقال، في ندوة «الجيل والإعلام التفاعلي والمجتمع»، التي نظمت أمس في قاعة مكارم بفندق ماريوت بالرياض، وكانت آخر ندوة المهرجان الوطني التراث والثقافة، أن الإعلام الجديد «سيتحول إلى قديم بعد أعوام قريبة» وتحدث عن أهمية الإعلام ووظائفه وخصائص الإعلام الرقمي، «الذي أتاح لكل شخص أن يكون رئيس تحرير»، مضيفاً أن «سطوة الحكومات بدأت تضعف بشكل كبير»، وأن الإشكالية الأمنية «لم تعد كما كانت، وأن الحرية مكلفة». من جهته، ذكر أستاذ علم التواصل في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور نبيل دجاني أن الإعلام «ليس سلبياً تماماً ولا إيجابياً كله». وتناول في ورقته أثر الإعلام في الشباب، قائلاً إنه شخصياً لا يستطيع مجاراتهم حتى في التنشئة العقلية، التي وصفها بالقياسية، مشيداً بدورها في تشريع التواصل، مضيفاً أن الإعلام «سلاح ذو حدين، قد يؤثر في الوعي وقد يسهم في تدمير القيم». ولفت إلى أن وسائل الإعلام الجماهيري «تسهم في تقنين الثقافة وصرفها إلى أمور أخرى»، وأن بناء جيل فاعل «يحتاج إلى جهد خاص بأن يتم جعل وسائل الإعلام خادمة للإنسان وليس الإنسان خادماً لها». أما المدير العام للإعلام الجديد في مجموعة إم بي سي الدكتور عمار بكار فحمل وزارة التربية والتعليم ومناهجها الدراسية مسؤولية ما يحدث من تأخر في فهم واستخدام التقنيات بطريقة صحيحة وقصورها الواضح. وتوقف عند المواطنة الرقمية واستخدام الإعلام الاجتماعي في خدمة الوطن والمجتمع والناس، وعن كيفية تحول الإرسال من مؤسساتي إلى جماهيري. وأشار إلى أن الإنترنت حين بدأ من دون قيود جعل الأجيال تجرب فرد عضلاتها، في استخدام هذه الحرية وكسر القيود. وفي المداخلات أكد الدكتور محمد المحيسن أن تنمية المواطنة الأرضية، لها الأولوية قبل المواطنة الرقمية. يذكر أن جميع المتحدثين والمداخلين، أكدوا أهمية ملاحظة «الحياة» حول غياب الشباب عن موضوع يهمهم كهذا، بينما حاول كل واحد منهم إعادة هذا لسبب مختلف كغياب التنسيق بين المنظمين والجامعات والجهات التي تعنى بالشباب، وتوجيه الدعوات إليهم.