حققت القوى السياسية العراقية نصف إنجاز أمس، إذ نجح النواب في انتخاب النائب سليم الجبوري رئيساً للبرلمان، فيما دخل الجيش، بمساندة العشائر، مدينة تكريت ثم انسحب منها بعد ساعات. وواصل «تنظيم الدولة الإسلامية» اعتقال الضباط السابقين والبعثيين وعناصر «الصحوات» في المناطق التي يسيطر عليها، وقتل العشرات منهم. وعقدت المعارضة السنية وبعض شيوخ العشائر مؤتمراً في عمَان وبتفاهم أردني - أميركي، للبحث في «كيفية إطاحة المالكي، وترتيب البيت الداخلي». (للمزيد). وحصل الجبوري على 194 صوتا من أصوات 273 نائباً حضروا جلسة البرلمان أمس، علماً ان العدد للفوز بهذا المنصب 165 صوتاً. وحصلت النائب شروق العبايجي التي نافست الجبوري على 19 صوتاً، وألغيت 60 ورقة. والجبوري عضو في «الحزب الإسلامي» (الفرع العراقي للإخوان المسلمين)، وهو من محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد. وتأمل الكتل البرلمانية في أن يعيد انتخابه إطلاق دور البرلمان في انتخاب رئيس الجمهورية الذي عليه أن يكلف رئيس أكبر كتلة تشكيل الحكومة. وما زالت هذه الخطوة متعثرة بسبب إصرار رئيس الوزراء نوري المالكي على التمسك بمنصبه ومعارضة الكتل السنية وبعض الأطراف الشيعية انتخابه لولاية ثالثة. وفي موازاة الاختراق السياسي الذي تحقق في البرلمان أمس، تمكنت القوات العراقية من دخول تكريت لكنها انسحبت منها بعد بضع ساعات، وأفادت وكالة «فرانس برس» نقلاً عن ضابط في الشرطة أن «القوات انسحبت وعادت الى مناطق تجمعها على بعد نحو عشرة كيلومترات من جنوبالمدينة، بعد معارك ضارية مع المسلحين». وأوضح أن «الإنسحاب تم مع بدء حلول الليل حتى لا تتعرض لخسائر، لكنها ستعود». وكان محافظ صلاح الدين أحمد عبد الجبوري أكد أن «قواتنا تمكنت من السيطرة على الجزء الجنوبي من المدينة حيث يقع مبنى المحافظة واكاديمية الشرطة والمستشفى العام»، مشيرا الى مشاركة قوات مكافحة الإرهاب والنخبة و»متطوعي الحشد الشعبي» في العملية. وعلمت «الحياة» ان تنظيم «الدولة الاسلامية» نفذ حملة اعتقالات جديدة ، شملت شخصيات بعثية كبيرة وقادة في الجيش السابق، وعناصر من «الصحوات». وأعدم العشرات في محافظة ديالى. وقال الشيخ سعيد الجبوري، احد شيوخ العشائر في صلاح الدين ل «الحياة» ان «الإعتقالات حصلت في مناطق العلم والزوية، شمال تكريت، والضلوعية جنوبها»، واشار الى ان «الحملة تمت بدقة وطاولت شخصيات كبيرة». وأكد ان «الدولة» بدأت «تخشى هؤلاء وتهددهم بالقتل لضمان عدم مشاركتهم في في محاربتها في المدن السنية مع بروز بوادر تحالفات عشائرية». وأوضح أن «المعتقلين احتجزوا في مقار حكومية رسمية حولها التنظيم الى سجون لمعارضيه، ويتم السماح لذويهم بزيارة بعضهم، او إبلاغهم ان المعتقل موجود لديه ولن يتعرضوا له»، لافتاً الى «قتل معتقلين، خصوصا ممن عملوا في الصحوة ، اضافة الى قتل ضباط في الجيش والشرطة وشيوخ عشائر في ناحيتي العلم والزوية لأنهم لأنهم تصدوا للتنظيم». في الموصل، قال مصدر مطلع ل«الحياة» إن ظهور عدد من عناصر تنظيم «الطريقة النقشبندية في الجهة اليسرى من المدينة قبل يومين أثار حفيظة التنظيم ما دفعه الى اتخاذ اجراءات مشددة في الجهة اليمنى فنصب نقاط تفتيش في بعض الشوارع الرئيسية في المدينة». في عمان، علمت «الحياة» من مصادر مطلعة على أعمال مؤتمر المعارضة العراقية السنية أن انعقاده «جاء بدعوة من الديوان الملكي»، ويحضره ممثلو عشائر وفصائل مقاومة ورجال دين، إضافة إلى بعثيين سابقين. وأكدت مصادرأردنية رفيعة المستوى أنه «نتيجة تفاهمات أردنية- أميركية» وأن عمان «تسعى إلى إيجاد منصة للعراقيين السنة لتوفر لهم فرصة للبحث في التطورات المتسارعة التي يشهدها بلدهم، والعمل على تحسين شروطهم السياسية، في مواجهة المكون الشيعي الذي يحكم البلاد، والجماعات السنية المتطرفة، وفي مقدمها تنظيم الدولة الإسلامية». ولفتت إلى أن «مطبخ القرار الأردني وافق عمليا على بند وضعه المشاركون في المؤتمر للبحث في إنهاء مرحلة المالكي».