أعرب الرئيس باراك أوباما عن تفاؤله باقتراح مصر وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين وعبر عن مساندته إسرائيل في وجه ما سماه «هجمات لا تغتفر»، فيما حذر وزير خارجيته جون كيري من وجود «مخاطر كبيرة» لتصعيد اعمال العنف بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، داعياً الدول العربية الى الضغط على «حماس» لقبول التهدئة. وقال اوباما، خلال إفطار سنوي أقامه في البيت الأبيض مساء الاثنين بمناسبة شهر رمضان حضره ديبلوماسيون من بلدان العالمين العربي والإسلامي، ان هدف الولاياتالمتحدة ما زال هو الأمن للإسرائيليين وكذلك الفلسطينيين. وأضاف: «الآن سأقولها بوضوح وجلاء: لا بلد يقبل أن تطلق الصواريخ دونما تمييز على مواطنيه. ولذلك كان موقفنا واضحاً جداً في أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها من هجمات لا تغتفر من جانب حماس». واستدرك بقوله: «في الوقت نفسه فإن القتل والإصابة في صفوف المدنيين الفلسطينيين مأساة. ولهذا أكدنا على ضرورة حماية المدنيين بصرف النظر عن هويتهم وأينما يعيشون». وتابع إن الولاياتالمتحدة تفعل كل ما في وسعها من أجل العودة إلى اتفاق التهدئة بين الطرفين الذي تم التوصل إليه في عام 2012. وقال: «إننا نشعر بتفاؤل بعدما قدمت مصر اقتراحاً لتحقيق هذا الهدف الذي نأمل أن يعيد الهدوء الذي كنا نسعى إليه. وعموماً فإن الوضع في غزة يعيد إلى أذهاننا مرة أخرى ان الوضع القائم لا يمكن أن يدوم وان السبيل الوحيد إلى الأمن الحق هو تحقيق سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين». وكانت لجنة مكافحة التمييز الأميركية العربية، وهي أكبر منظمة للأميركيين العرب في الولاياتالمتحدة، قد حضت المسلمين على مقاطعة الإفطار تعبيراً عن الاستياء مما سمته الجماعة تغاضي أوباما عن قتل الفلسطينيين. وفي فيينا رأى وزير الخارجية الأميركي ان «ما يجري هناك ينطوي على مخاطر كبيرة وحتى احتمال تصعيد العنف في شكل اكبر». وأعلن كيري انه قرر الغاء زيارته المقررة الى مصر والعودة الى واشنطن لاعطاء المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار الوقت لكي تنجح. ودعا الدول العربية الى الضغط على حركة «حماس» لقبول المبادرة المصرية بعد ان رفضتها رغم قبول الحكومة الاسرائيلية بها. وقال: «نحن مستعدون لبذل كل جهودنا لمساعدة الاطراف على الالتقاء والعمل على خلق مناخ مناسب للمفاوضات الحقيقية». وأكد: «انا مستعد للعودة الى المنطقة غداً اذا لزم الامر، او في اليوم التالي او الذي بعده لمتابعة اية احتمالات اذا لم تنجح هذه (المبادرة). ولكن المصريون يستحقون منحهم الوقت والمجال لمحاولة انجاح هذه المبادرة». ودعا كيري جميع الدول العربية الى «دفع حماس الى القيام بما هو صواب، وهو وقف العنف والدخول في مفاوضات لحماية حياة الناس الذين يبدو ان حماس مستعدة للمخاطرة بها». ودان كيري إطلاق «حماس» صواريخ من قطاع غزة بعدما قبلت إسرائيل المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار. وقال: «لا أجد كلمات قوية بالدرجة الكافية لادانة تصرفات حماس بعد أن أطلقت عدداً كبيراً من الصواريخ بشكل وقح في الوقت الذي تبذل فيه جهود (للتوصل لوقف لاطلاق النار)». وبعدما حذر من «احتمال لتصعيد أكبر لأعمال العنف»، قال: «لا نريد أن نرى ذلك ولا أحد يريد. لكن إسرائيل لها حق الدفاع عن نفسها».