ورث ناصر سالم الشهاب، صناعة «القيطان» عن والده، الذي بدوره ورثها عن جده. وتلقى «القيطان» التي تُعد من المهن المتوارثة في الأحساء، إقبالاً كبيراً من الزبائن، سواءً الرجال أو النساء، الذين يحرصون على تزيين عباءاتهم وبشوتهم بخيوط القيطان. وبعد أن كانت الأحساء تعجُّ بعشرات الحرفيين والحرفيات، الذين يمتهنون هذه الحرفة، «لا يكاد من يجيدون أسرارها اليوم يتعدَّون أصابع اليد الواحدة»، بحسب الشهاب، مبيناً أنها «تعتمد على خفة أصابع الصنَّاع، وقبل ذلك على محبة الصانع لها، فالحب يصنع الإبداع». وأبان أن ل «القيطان» ثلاثة أنواع، «الأول مُثبت، والثاني مُعصم، والثالث حبرة. وكل نوع يُستخدم بحسب القماش المُستخدم فيه»، نافياً ما يشاع حول استخدام قيطان ذهبي، مستدركاً أن «هناك ما هو مطلي بالذهب، أما الذهبي فإنها كذبة تنطلي على بعض قليلي الفهم، الذين لا يفرقون بين الذهب والطلاء بالذهب». ويستغرق زمن إنجاز القيطان الواحد، يوم عمل كامل، «ولأن العباءة تحتاج إلى قيطانين، فإن إنجازهما يستغرق يومين، ويبلغ أعلى سعر له مئة ريال». ويبدي الشهاب أسفه لتناقص عدد المشتغلين بصناعة القيطان، ويتمنى أن يجد الشباب الراغبين في تعلمها، غير أنه يقول: «أجد تشجيعاً من المهتمين في التراث الشعبي، الذين يدعونني لحضور المهرجانات والأسواق الشعبية. وأجد حينها كثيراً من الناس العاديين المهتمين في التعرف على هذه الصناعة العريقة، وشراء القياطين، خصوصاً في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية، الذي كان أحد أسباب مواصلتي العمل في هذا المجال، فالإقبال المنقطع النظير يشجعني على المواصلة والاستمرار».