لم يستطع عضو مجلس بلدي سابق في الأحساء، ثني محاولات عدة لتكريمه من أهالي القرى الشرقية في المحافظة. وفي المقابل لم يكن الرفض المتكرر لتكريمه سبباً لتوقف هؤلاء عن المحاولة، لتنجح «الحيلة» في النهاية، بعد أن تلقى دعوة خاصة، ليفاجأ بتكريمه في مدينة الجفر، لتكون نهاية لرفضه المتكرر. وكان العضو السابق في المجلس البلدي في الأحساء حجي طاهر النجيدي، رفض «وفي شكل قاطع» حضور أي تكريم له، نظير ما قام به من جهود خلال فترة عمله في الدورة السابقة، حتى أنه أجبر إحدى الاستراحات على إلغاء حفلة خاصة بتكريمه، في خطوة وصفها البعض ب «الجريئة جداً». إلا أن لجنة الجفر الأهلية، نجحت في هذه المهمة أخيراً. وجرى الاحتفال «المفاجئ» الذي أقامته اللجنة الأهلية في الجفر التابعة للجنة خدمة المجتمع في جمعية الجفر الخيرية، بحضور عدد كبير من المدعوين. وقال رئيس الجمعية عبد الرحمن مبارك البوعلي: «إن أهالي القرى الشرقية يثمنون لهذه الشخصية جهودها الكبيرة، التي بذلها بكل تفانٍ وإخلاص»، معتبراً امتناع الحجي عن قبول دعوات التكريم « دليل على أنه كان يعمل لله، ثم لمن انتخبوه من دون حب في الظهور الإعلامي والبهرجة، وهو مثال يجب أن يُحتذى به». وعلل النجيدي، رفضه التكريم، بقوله: «حاول الكثيرون تكريمي، من لجان ونشطاء، وأنا أقدِّر لهم لفتتهم الكريمة. إلا أنني أشعر أن عملي في المجلس السابق كان مقترناً في ثقتهم التي أولوني إياها. وأشعر أن احتفالات التكريم ستخفف من شعور السعادة بما قمت به، وستشعرني بالبهرجة الزائفة التي أرفضها»، مضيفاً «على عضو المجلس البلدي أن يعمل من دون أن ينتظر الثناء والشكر، فهذه أمانة كبيرة مُلقاة على كاهله، ويجب عليه القيام بها». وقال: «تفاجأت بعد دعوة عادية لحضور إحدى جلسات اللجنة، بأنهم غمروني بالحب والتكريم، وتكريمي الحقيقي أراه في عيون من وضعوا ثقتهم وانتخبوني في الدورة السابقة»، مقدماً اعتذاره «وبشدة، لكل من حاول تكريمي، وأقدر لهم هذا الحب الكبير، فليس هناك أجمل من أن ترى الحب في عيون الناس الذين تنتمي إليهم». ويُعد النجيدي واحداً من أنشط أعضاء المجلس التأسيسي لبلدي الأحساء، إذ قدم أوراق عمل ودراسات تطويرية، أبرزها دراسة لسعودة الباعة الجائلين، والقضاء على مزاحمة اليد الوافدة لهم، وأخرى عن محاربة التلوث الناتج من المطاعم والمطابخ التي تستخدم «الديزل». كما عقد لقاءات متكررة جمعت مسؤولي أمانة الأحساء مع الأهالي وجهاً لوجه، من خلال جلسات شبه أسبوعية.