طهران، دمشق - «الحياة»، أ ف ب - قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن سورية بالنسبة إلى طهران «خط أحمر»، فيما أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن سعي بعض الدول إلى تأسيس «مجموعة أصدقاء سورية» يرمي إلى «تأسيس تنظيم أعداء سورية والتحضير للعدوان والتآمر عليها». ونقل التلفزيون الحكومي السوري عن المقداد قوله إن «الشعب السوري يتعرض لأعتى وأكبر مؤامرة لم تتعرض لها دولة في تاريخها من قبل بعض الدول التي ما زالت تتصرف من منطلق استعماري، ذلك بهدف خلق الأجواء المناسبة لتسيد كيان الاحتلال الإسرائيلي المنطقة وإنهاء أي دور للمقاومة فيها وإسقاط آخر موقع يمكن أن يقول لا لمرور المخططات ولا لاحتلال الأراضي العربية»، لافتاًً إلى أن «سورية ليست معزولة في العالم ولديها العديد من الأصدقاء ولكن ما يعطي هذا الانطباع هو حجم الدعاية التضليلية الهائلة التي تستهدف النيل من النظام الوطني والديموقراطي في سورية». وبعدما شدد المقداد على أن «صمود الشعب السوري أفشل المؤامرة طيلة الأشهر العشرة الماضية وهو سيسقط هذه المؤامرة في المستقبل وكل مؤامرة تهدف إلى النيل من دور سورية»، اعتبر سعي «بعض الدول لتأسيس ما يسمى «مجموعة أصدقاء سورية»، سعياً لتأسيس تنظيم أعداء سورية والتحضير للعدوان والتآمر عليها. وما يثبت ذلك هو أن القائمين على الفكرة مجموعة دول استعمارية لا تريد الخير لسورية ومجموعة دول أخرى لا حول لها ولا قوة». كما دعا «الشعب السوري لعدم الخوف من هذه التشكيلات لأن سورية تعودت على مواجهة المؤامرات بفضل تضحيات شعبها وصمود جيشها وقوة مؤسساتها وتضافر مواطنيها من أجل الدفاع عنها». إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية إن «البعد الاستراتيجي الأول في الإصلاح هو الحوار الوطني الذي بدأ بعكس ما يدعيه بعض العرب الذين لا يتابعون التطورات في سورية، فالرئيس بشار الأسد أصدر قبل أشهر عدة مرسوماً بتعيين نائبه فاروق الشرع رئيساً للجنة وطنية تقوم بقيادة الحوار الوطني. وقد عقدت اللجنة اجتماعاً تمهيدياً كما كان هناك عمل آخر تناول في شكل أساسي المطالب الجماهيرية في مختلف المحافظات في إطار الديموقراطية والإصلاح ونوقشت فيه محاور سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية». وزاد أن الحوار «مع كل أطياف المعارضة داخل سورية وخارجها مسألة أساسية، ولا يمكن حل هذا الوضع المعقد إلا من خلاله. وسورية وافقت على أن يكون هذا الحوار في موسكو نظراً للدور المهم الذي يمكن لروسيا أن تقوم به وللرغبة الروسية الصادقة في بدء مثل هذا الحوار. وأما من يرفض هذا الحوار فعليه أن يتحمل مسؤولية ذلك وهؤلاء سيتركهم التاريخ خلف عملية الإصلاح والديموقراطية». إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن صالحي قوله خلال لقائه مفتي سورية في طهران يوم امس «عمق العلاقات الاستراتيجية بين سورية وإيران وقال إن سورية خط أحمر بالنسبة لإيران وقد أعلنا ذلك للجميع». وزاد إن :»الضغوط التي تتعرض لها سورية هي بسبب مواقفها الداعمة للمقاومة»، مشدداً على أن إيران «تقف إلى جانب سورية في شتى المجالات وهي تتابع حل الأزمة السورية للوصول إلى أفضل النتائج». وأشارت «سانا» إلى أن حسون «اكد ضرورة العمل للخروج من الأزمة في سورية على قاعدة الحوار الوطني والإصلاح الشامل وبالأيدي الوطنية ورفض أي تدخل أجنبي». وزاد أن «الأعداء يستهدفون العالم الإسلامي والعربي لتمزيقهما وتفتيتهما من خلال بث السموم عبر الفضائيات المأجورة»، مضيفاً أن «المشكلة في سورية ليست طائفية كما يدعي البعض، إنما هي موقف مبدئي من المقاومة أينما كانت». كما قال إن سورية «بدأت بالخروج من الأزمة وهي مستمرة من خلال شعبها وقيادتها بمسيرة الإصلاح»، لافتاً إلى أن «المسلحين في سورية يتلقون الدعم المادي ويستهدفون الأبرياء وهذا خلاف الشرع الإسلامي». في موازة ذلك، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) أمس نقلاً عن مصدر مطلع في وزارة الطاقة الإيرانية إطلاق سراح المهندسين الإيرانيين السبعة الذين اختطفوا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي قرب حمص. والمهندسون السبعة يعملون في «محطة جندر» لتوليد الطاقة قرب مدينة حمص. وقال المصدر في وزارة الطاقة إن «سبعة مهندسين إيرانيين يعملون في محطة جندر للكهرباء قد تم إطلاق سراحهم». ويعمل المختطفون السبعة جميعهم لصالح شركة إدارة مشاريع محطات الطاقة في إيران «مابنا» وهي من أكبر الشركات المتعهدة التابعة لوزارة الطاقة الإيرانية. وأعلنت منظمة تطلق على نفسها اسم «حركة مناهضة المد الشيعي في سورية» مسؤوليتها عن عملية الاختطاف. وقالت المنظمة إنها أرسلت مطالبها إلى السفارة الإيرانية في دمشق وهذه المطالب يجب تنفيذها من أجل إطلاق سراح الرهائن. ويأتي الإعلان عن إطلاق سراح المهندسين الإيرانيين بعد ثلاثة أيام على تصريح الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست عن إطلاق سراح أحد عشر زائراً إيرانياً جرى اختطافهم مؤخراً في سورية. ويبقى أحد عشراً زائراً دينياً آخرين قيد الاحتجاز. ويسافر مئات الآلاف من الإيرانيين سنوياً إلى دمشق لزيارة ضريح السيدة زينب. وقد منعت إدارة الهجرة والجوازات الإيرانية في الأسبوع الماضي الزوار الإيرانيين من السفر براً إلى سورية للتقليل من مخاطر اختطافهم.