(لجميع الذين ولدو وعاشوا قبل ثمانينات القرن العشرين) أولاً، نحن عشنا وولدنا في شكل طبيعي، على رغم إن أمهاتنا تناولن الأسبرين عندما كن يشعرن بوجع في الرأس، وتناولن الطعام المعلب، وعملن إلى اليوم الأخير من الحمل، في ذلك الوقت لم تكن هناك تحذيرات من نوع «أبقيه بعيداً من متناول الأطفال» على زجاجات الأدوية، والأبواب، والخزائن. لم نرتد «البامبرز» كأطفال ركبنا السيارات من دون حزام أمان ولم يكن في سيارات أهالينا أكياس هواء، ولم نكن مجبرين على أستعمال الخوذة عند ركوب الدراجة شربنا الماء من خرطوم سقي الحديقة وليس من زجاجة مشتراة من سوبر ماركت، كما تشاركنا زجاجة الكولا مع أصدقائنا ولم يمت أحد بسبب ذلك. أكلنا «الآيس كريم» المصنوع من منتجات الألبان من الباعة المتجولين، والخبز الأبيض، والزبدة الحقيقية، كما شربنا الكولا التي كانت حينها أيضاً مليئه بالسكر، لكننا لم نكن سمينين أو ممتلئين لأننا كنا دائماً نلعب خارج البيت. كنا نغادر المنزل في الصباح، ونلعب طوال اليوم، حتى تشعل أضواء الشوارع، ألعاباً من مثل الختيلة وشرطة وحراميه، رعاة البقر والهنود، وكرة القدم والبلبل وحاح والدعبل والجعاب... وكل الألعاب الأخرى التي أستطاع خيال الأطفال أن يبتدعها. لم يتمكن أحد أن يجدنا طوال اليوم. ولم يكن في ذلك أي مشكلة... قضينا أياماً بأكملها نصنع سيارات من النفايات التي نجدها في قبو المنزل، ثم ركبناها في أول شارع منحدر متناسين أننا نسينا أن نصنع لها الفرامل، وبعد بضع تجارب، والكثير من الوقوع والكدمات وأحياناً كسر أصبع أو ... تعلمنا كيفية حل المشكلة. لم يكن لدينا أصدقاء وهميون على «النت»، أو مشاكل التركيز في المدرسة لم يعطونا أقراصاً ضد النشاط المفرط. ولم يكن لدينا في المدرسة مختص بعلم النفس أو موجه تربوي، ومع ذلك فإننا أنهينا دراستنا ولم يبعنا أحد المخدرات أمام المدارس. لم يكن لدينا «بلاي ستايشن»، ولا ألعاب فيديو ولم يكن لدينا 400 قناة تلفزيون (اثنتان فقط)، لم يكن لدينا جهاز الفيديو، أو أجهزة موسيقى فراغية، ولا هواتف خليوية أوحواسيب، أو غرف الدردشة عبر الإنترنت... كان عندنا أصدقاء وكنا نخرج ونلهو معهم! أصدقاء من كل جنس ودين! وقعنا عن الأشجار، رمينا الحصى على زجاج الجيران، تشاجرنا، كسرنا الأسنان أو القدمين أو اليدين، ولكن أهالينا لم يذهبوا بسبب ذلك إلى المحكمة. لعبنا القوس والسهم والنبلة، وعملنا... وأشعلنا النيران لنلهو ونجونا من تحمل أي محاسبة أومسؤولية! ذهبنا إلى منازل أصدقائنا بالدراجة أو سيراً، نناديهم أمام الباب أو ندخل ببساطة إلى منازلهم لنكون معاً بناتاً وبنين! عندما كنا نقع في مشاكل مع القانون، أهالينا لم يدفعوا نقوداً لإخراجنا. في الواقع، فإنهم غالباً ما كانوا أكثر صرامة معنا من القانون لم نقض عطل نهاية الأسبوع مرة مع أمنا ومرة أخرى مع والدنا كان لدينا منزل واحد وعائلة واحدة. ال 50 سنة الماضية كانت الأكثر إنتاجاً في تاريخ البشرية أجيالنا أنتجت أفضل المخترعين والعلماء حتى يومنا هذا. كانت لدينا الحرية، الحق في الخطأ، النجاح والمسؤولية. وتعلمنا أن نعيش مع هذا! أذا كنت تنتمي إلى ذلك الجيل؟ فتهانينا...