القاهرة - أ ف ب - طردت إدارة كلية الهندسة في جامعة عين شمس المصرية فريق عمل المسلسل التلفزيوني الجديد «ذات» من الجامعة في أول أيام تصوير المسلسل نتيجة اعتراض بعض الطلاب على الملابس القصيرة للفنانات المشاركات في هذا العمل الذي يدور في فترة السبعينات من القرن الماضي التي اتسمت بموضة ال «ميني جوب». وعلى رغم حصول فريق المسلسل على الموافقات الرسمية للتصوير، غير أن عميد الكلية قرر منع استئناف التصوير «حقناً للدماء»، ولإجهاض أي مشاكل بين فريق العمل والطلاب. وتحاول الجهة الإنتاجية البحث عن موقع تصوير بديل في إحدى الجامعات مطالبة جبهة الإبداع المصري والنقابات الفنية بالوصول إلى حلول تضمن عدم تكرار الأمر. وعلَّقت كاتبة سيناريو المسلسل مريم نعوم على البيان الذي أصدره اتحاد طلاب هندسة عين شمس لتبرير موقفهم على صفحتهم في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، قائلة: «هل أنتم اتحاد طلبة أم جمعية أمر بالمعروف ونهي عن المنكر؟ هذه المشاهد كانت جزءاً من حلقات عن الحركة الطالبية في بداية السبعينات عندما اعتصم طلاب كلية الهندسة، ثم خرجوا من الجامعات إلى ميدان التحرير سنة 1972. اعرفوا تاريخكم وتاريخ الكليات قبل النظر إلى ملابس الممثلات». وقال مدير شركة «افلام مصر العالمية» غابي خوري امس لوكالة «فرانس برس»، إن «الشركة اخذت تصريحاً بالتصوير من ادارة الجامعة ومن الجهات المعنية، ولكن فور بدء التصوير جاء وكيل كلية الهندسة، وقال ان هناك تلامذة وأساتذة اعترضوا على التصوير بناء على الأزياء التي ترتديها الفنانات المشاركات في المسلسل». وأكد خوري أن «أحداث المسلسل تجري في السبعينات عندما كانت النساء يرتدين الثياب القصيرة، وهم يعرفون ان مسلسل «ذات» مأخوذ عن رواية تحمل العنوان ذاته للروائي المصري صنع الله ابراهيم وأن أحداثها تدور في السبعينات، حين كان هذا النوع من الثياب». وتابع خوري: «اصرّ وكيل الكلية على وقف التصوير واعادة الاموال التي دفعناها للجامعة عن تصوير المشاهد بحجة انه لا يستطيع توفير الحماية للمعدات ولا حماية الفنانين المشاركين في المسلسل». وكان المكتب الاعلامي التابع للشركة اصدر بيانا اشار الى ان «طلاب الاخوان المسلمين في جامعة عين شمس منعوا فريق مسلسل «ذات» من تصوير المشاهد الخاصة في الجامعة في اول يوم تصوير للفريق داخل جدرانها». واكد البيان ان «طلاب الاخوان رفضوا استمرار التصوير إلا اذا عدلت الأزياء لتستجيب لرغبات الجماعة». وتدور احداث مسلسل «ذات» في 30 حلقة تبدأ عام 1952 وتنتهي في التسعينات ويتعرض للتغييرات الاجتماعية والسياسية التي مرّت بالمجتمع المصري والشخصية المصرية خلال تلك الفترة. يذكر ان المسلسل تأخر البدء في تصويره لما يزيد على عام، ذلك إن النسخة الأولى التي كان يُفترض بدء تصويرها قبل الثورة، كانت تنتهي بتخيل تسليم الرئيس المخلوع حسني مبارك السلطة إلى ابنه جمال، عملاً بسيناريو التوريث، لتخرج بطلة العمل في المشهد الأخير إلى الشارع بعد شرائها وجبة طعام فاسدة وهي تصرخ وسط صور الرئيس وابنه. لكنّ الثورة كتبت فصولاً أخرى للنهاية. مسلسل «ذات» من إخراج كاملة أبو ذكري، وبطولة نيللي كريم وباسم سمرة وانتصار وهاني عادل وناصر سيف وهشام إسماعيل وإنتاج شركة أفلام مصر العالمية بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».