نيودلهي - ا ف ب - اعلن رئيس المالديف الجديد محمد وحيد الاربعاء انه يريد تشكيل حكومة "وحدة وطنية"، غداة استقالة سلفه محمد ناشد الذي اصبح يشتبه في ان وحيد متورط في الانقلاب الذي اطاح به. وعين نائب الرئيس السابق محمد وحيد الثلاثاء رئيسا عقب استقالة محمد ناشد بعد اسابيع من اضطرابات سياسية ادت الى تمرد عناصر في الشرطة في الارخبيل الذي يسكنه مسلمون من السنة في المحيط الهندي (330 الفا). وقد انتخب ناشد الذي اعتقل مرارا عندما كان معارضا، رئيسا في 2008 لولاية من خمس سنوات في اول اقتراع رئاسي ديموقراطي. واصيب الرئيس السابق محمد ناشد الاربعاء ونقل الى المستشفى لفترة قصيرة بعد تعرضه الى الضرب من الشرطة خلال تجمع انصاره في وسط العاصمة مالي، على ما افادت احدى قريباته لفرانس برس. واوضحت ايفا عبد الله ان عناصر من حزب الرئيس السابق الحزب المالديفي الديموقراطي جرحوا ايضا في تلك الصدامات. واضافت ايفا التي تنتمي ايضا الى الحزب "انهم ضربوه" لكنه "الان سالم معافى وقد عاد الى منزله". واكد الناطق باسم الجيش ابراهيم عازم ان محمد ناشد "اصيب بجروح طفيفة لان الحشود كانت كثيفة" ونقل الى المستشفى. وفي اول كلمة القاها بعد توليه الرئاسة نفى وحيد اتهامات سلفه الذي قال انه كان ضحية انقلاب اعده قادة المعارضة مع قوات الامن. وقال "ليس صحيحا وصف تلك الاحداث بانها انقلاب، لم نكن نعلم ماذا سيجري ولم اكن مستعدا لها". لكن الرئيس السابق اكد في حديث خاص مع فرانس برس انه "اجبر على الاستقالة" تحت تهديد شرطيين مسلحين وضباط من الجيش. وقال من منزله العائلي في مكالمة هاتفية "قالوا لي اذا لم تستقل فاننا سنستعمل اسلحتنا". واضاف انه يخشى ان يكون نائب الرئيس متورطا في الانقلاب. وقال "اظن انه كان دائما يحلم بان يكون رئيسا ولم يستطع ذلك لكن عندما سنحت الفرصة اغتنمها". وقال في خطاب قصير امام قيادات الحزب في عاصمة الارخبيل مالي، "ادعو وحيد الى الاستقالة" والقضاء الى فتح تحقيق حول "انقلاب امس (الثلاثاء) و ملاحقة المسؤولين". من جانبه اعلن وحيد انه يعمل على تشكيل "حكومة متعددة فعلا" خلال الايام القادمة تضم كل الاحزاب السياسية بما فيها حزب الرئيس السابق الحزب المالديفي الديموقراطي. لكن هذا الحزب دان "انقلابا" دعمته "‘عناصر فاسدة" في الشرطة والجيش. واوضح وحيد ان الاحزاب الاسلامية ستكون ايضا ممثلة في الحكومة الجديدة. والاسلام هو الدين الرسمي الوحيد في المالديف. من جانبه اتهم وزير الخارجية احمد نسيم الاحزاب الاسلامية وحملها مسؤولية استقالة الرئيس وصرح لفرانس برس "كنت مع الرئيس الثلاثاء واعلم ما جرى، كان انقلابا من الاسلاميين ليس الا". واعلنت الشرطة ان حشودا اسقطت تماثيل بوذية في متحف المالديف في عمل نسبه الرئيس السابق الى اسلاميين متطرفين. وحثت منظمة العفو الدولية الاربعاء السلطات الجديدة على "عدم اضطهاد عناصر حزب ناشد" بينما اعرب الاتحاد الاوروبي عن "قلقه الشديد" من استقالة الرئيس وطلب من السلطات احترام الدستور ودولة القانون. وكان المتظاهرون يطالبون باستقالة الرئيس منذ ان امر الشهر الماضي باعتقال رئيس المحكمة الجنائية المتهم بسوء التصرف ومحابات شخصيات من المعارضة. واتهمته احزاب معارضة بانه انتهك الدستور وانضم محافظون من رجال الدين الى صفوف المعارضين متهمين النظام بانه ليس اسلاميا. وقد فتح محمد ناشد الطريق الديموقراطية في الارخبيل بعد ثلاثية سنة من دكتاتورية الرئيس مؤمون عبد القيوم. كما انه ناضل ضد الاحترار البيئي محذرا من ارتفاع منسوب المياه على سكان الارخبيل المعروف خصوصا بسواحله الاخاذة وطبيعته الرائعة. لكن المشاكل الاقتصادية وارتفاع نسبة التضخم نالت من شعبيته. وهاجمه ناشطون اسلاميون ايضا في المجال الديني وانتقدوا خصوصا وصول سياح اسرائيليين وتصرفات "غير لائقة" في فنادق الارخبيل.