أبدى سكان في حي الشفاء (جنوب العاصمة الرياض) تذمرهم الشديد من الوضع المزري الذي وصلت إليه شوارع الحي، مستشهدين بالحفر القابعة أمام المنازل منذ نحو خمسة أشهر. وكانت شركة الكهرباء بدأت في أعمال الحفر، تمهيداً لإقامة أعمدة كهرباء في بعض الشوارع، وجرى بالفعل إنشاء القواعد والصبات اللازمة لذلك، إلا أن العمل توقف عند هذا الحد، وهو ما جعل تلك الحفر تتحول إلى حاوية نفايات أو مصباً للمياه، ومأوى للقطط، مخلفة روائح أزعجت أصحاب المنازل التي أنشئت الحفر أمامها. ويقول أبو عبدالعزيز، وهو أحد سكان الحي: «للأسف لم تتطور الجهات الخدمية لدينا، ومع أنها وضعت من أجل المواطنين والمقيمين، إلا أنها تتعامل معهم باستهتار وإهمال مستغربين»، موضحاً: «بدلاً من أن نتمتع بخدمة الإنارة في شوارعنا، تتحول هذه الخدمة إلى نقمة وأعمدة الإنارة إلى حفر شوهت بيوتنا وتحولت إلى نفايات متراكمة». ويضيف: «لا نعرف ما الذي حدث ولماذا توقف العمل وإلى أية جهة نتجه، من جانبي لا ألوم شركة الكهرباء، فالمفترض أنها تنفذ مشاريعها بإشراف من أمانة مدينة الرياض، وهي الجهة التي يحق لنا أن نقول لها: لماذا توقف العمل طوال هذه المدة؟ وإلى متى ستظل الحال كما هي؟». ولا يستغرب خالد القحطاني هذا الوضع، «ما أستغربه فعلاً أن تتم أي خدمة في شكلها الصحيح وفي موعدها المحدد، وقد أجبرتنا شركة الكهرباء وشركات الاتصالات ومصلحة المياه على ذلك على هذه القناعات، والتجارب طوال العقود الماضية تؤكد ذلك»، مستدركاً: «مع ذلك أقول إن تلك الخدمات لا تحافظ على سوئها وحسب، بل إنها تزداد سوءاً يوماً بعد الآخر، ولا أدل على ذلك من بقاء تلك الحفر خمسة أشهر على هذا الوضع الذي آذى السكان وشوه الشوارع». ويتابع: «الإهمال وتقبلناه، لكن المؤلم هو طول مدة الإهمال، تخيلوا خمسة أشهر، هذا أمر غير مقبول»، مؤكداً أن الجهات الحكومية التي تراقب تنفيذ هذه الخدمات تغط في سبات عميق ولا تعتبر أن مشاعر الأهالي أمراً مهماً». «نريد مشروعاً واحداً ينفذ بدقة وفي موعده» بهذه العبارة بدأ ناصر العجمي كلامه، موضحاً: «لم يعد من المقبول استمرار العمل بهذا الأداء المتواضع، الجميع يعلم ما تعيشه البلاد من طفرة مالية غير مسبوقة، ويفترض أن يواكب ذلك تقدماً في أداء الخدمات وتنفيذ البنية التحتية، ولكن للأسف يبدو أن الشركات تمارس عادتها، سواء كان المستفيد فرداً أم حياً سكنياً بأكمله». وأكد أن الشركات لم تكتفِ بتشويه شوارع المدن بعد تنفيذ أي مشروع لها، بل تجاوزت ذلك إلى تركها تلك الشوارع محفورة والأتربة إلى جانبها».