أولى الآثار الايجابية لانسحاب القوات الأميركية من المدن ظهر على خدمة الهواتف الجوالة التي تحسنت في شكل ملحوظ، بحسب الأهالي وشركات النقال، بعد رفع شبكات التشويش على الاتصالات التي كانت القوات الأميركية تفرضها منذ سنوات. وقال المدير التنفيذي لشركة زين علي الدهوي إن «القوات الأميركية تسيطر على شبكات بث ترددات الهاتف النقال في العراق، وأنها كانت تقف وراء قطع الذبذبات الصادرة عن شبكات الإرسال، ما يؤدي إلى خلل كبير في الاتصالات». وأضاف الدهوي في اتصال مع «الحياة» أن «القوات الأميركية والعراقية تعرف ترددات البث وفي إمكانها الدخول عليها في أي وقت وقطعها أو التشويش عليها»، مشيراً إلى أنه «بعد خروج القوات الأميركية من المدن بدأت اتصالات زين تتحسن. وكانت اتصالات أجريت مع القوات الأميركية في هذا الخصوص، إلا أن الممارسات لم تتوقف». الى ذلك، جاء في بيان صحافي لشركة «آسيا سيل» للهاتف النقال أن «تحسناً طرأ على عمل شبكة الاتصالات بعد انسحاب القوات الأميركية من المدن نهاية حزيران (يونيو) الماضي». وأوضح رئيس مجلس ادارة الشركة فاروق مصطفى رسول أن «هذا التحسن يدل على التأثير الكبير للتشويش الأميركي في كفاءة الشبكة»، نافياً ما سماها «الادعاءات بعدم تأثير التشويش في عمل الهاتف النقال في البلاد». وتعد هذه المرة الأولى التي يُكشف فيها إحكام القوات الأميركية على قطاع الاتصالات الهاتفية في العراق، وتحديداً الهاتف النقال. وأكد البيان أن «آسيا سيل أشارت في أكثر من مناسبة الى أن أهم أسباب تردي خدمات النقال في البلاد يعود إلى استعمال أجهزة التشويش المنتشرة بكثرة لدى بعض الجهات الحكومية والخاصة». وكان بيان صادر عن المركز الوطني للإعلام هدد بفرض غرامات على هذه الشركات في حال استمرار سوء الخدمة الهاتفية. ويعاني المشتركون في خدمة الهاتف النقال في العراق من صعوبات بالغة في الاتصالات الداخلية والخارجية. وعلى رغم الشكاوى اليومية التي يطلقها المشتركون في مراكز الخدمات الهاتفية وعبر بعض الصحف ووسائل الإعلام، فإن أي تحسن لم يطرأ طوال الشهور الماضية. ومن الملاحظ أن المناطق الخاضعة إلى التفتيش من القوات الأميركية سرعان ما تشهد انقطاع الاتصالات الهاتفية. كما يحصل التشويش الشديد عند مرور أرتال ودوريات هذه القوات في الشوارع والأزقة والأحياء. وقال خبير الاتصالات المهندس منير شمسه إن من «أهم أسباب قطع الاتصالات هو عند مرور القوات الأميركية، نظراً إلى خشية هذه القوات من استخدام الهواتف النقالة في عمليات التفجير ضد دورياتها». وأكد شمسه أن المخاوف الأميركية تؤدي إلى محاولة الجيش «منع أي اتصال بين مجموعات المسلحين للإبلاغ عن تحركات هذه القوات والطرقات التي تسلكها». وأشار الى أن «من غير المتوقع أن تتحسن اتصالات الهاتف النقال بعد انسحاب القوات الأميركية إلى قواعد عسكرية في شكل كبير، لأن القوات العراقية التي تنتشر بكثافة في المدن والأرياف تستخدم طرق التشويش ذاتها». وتعاني «المنطقة الخضراء» حيث توجد السفارات الأميركية والبريطانية ومقرات الحكومة من سوء الخدمة الهاتفية بسبب رفض السفارة الأميركية نصب أبراج اتصالات داخل هذه المنطقة.