لم تتمالك نفسها حينما كانت تحاول العبث بخيوط وسنارات والدتها لتشكيل نماذج عشوائية من الصوف والحرير والقش، ولم تتراجع الفتاة السعودية نوره محمد ذات ال(19) عاماً بعد أن تحول عبثها فناً من تسويق منتجاتها في الموقع الاجتماعي الشهير «تويتر» وجعله بمثابة متجر لعرض مشغولاتها اليدوية كبداية حقيقية لدخول عالم البيع والشراء الذاتي وتكوين تجارة خاصة بها من صنع يديها. تقول نورة محمد في حديثها إلى «الحياة»:كان لوالدتي الدور الكبير في تعليمي فن وأسس الخياطة والتصميم لكونها خريجة معهد للخياطة والتفصيل وكنت أراقبها في صغري وهي تحيك النسيج وتقص الأقمشة وتصمم بالرسم في كراسات ورقية خاصة...وبعد ذلك أصبحت أصعد إلى غرفة السطح في منزلنا والتي تعتبر بمثابة «مستودع الخامات والأدوات» وأقوم في السر بعمل مشغولات وزينات للشعر وأضعها جانباً، وتضيف مع مرور الأيام صعدت والدتي ورأت أشغالي المكومة وتفاجأت بما قمت به وأبدت إعجابها بالعمل، وشجعتني على إنتاج المزيد وساعدتني في إنتاج بعض القطع وإضافة التعديلات عليها، كان ذلك عندما كنت في المرحلة المتوسطة. وأشارت إلى أنها لاقت صعوبات في البداية ومع التدريب بدأت تتلاشى، وأنها كانت تأخذ بعض المشغولات التي لم تتمكن من إنهائها وإكمالها في المدرسة داخل الفصل الدراسي، وما إن أنتهي منها حتى تتسارع الطالبات وزميلاتي بطلبها وإعطائهن كهدية لأني كنت أخجل أن أبيعها وفكرتي أن البيع للمحتاج فقط. وأوضحت أن بدايتها الفعلية كانت في الصف الثاني ثانوي بعد ما أنتجت مجموعة كبيرة وأصبحت تسوقها على نطاق الاجتماعات العائلية والمناسبات الأسرية بأسعار رمزية ثم قامت بتسويقها في جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود، ولم تنكر أن صفحتها على (الفيسبوك) لم تعد عليها بالفائدة المرجوة. وعن مشاركاتها قالت: «شاركت في عدد من البازارات الخاصة بالأسر المنتجة التابعة للجنة التنمية في أمانة منطقة الرياض وبازارات خاصة للحي الذي أسكن فيه وبازار آخر من تنظيم الندوة العالمية للشباب الإسلامي وحظي بإقبال كبير من النساء والرجال. وقالت: «بعد أن فتحت حسابي على موقع (تويتر) لاحظت كثرة الطلبات الرجالية الذين يطلبون بتخصيص إكسسوارات خاصة بهم وأنها ليست حصراً على الفتيات فقط، وأصبحت أنفذ على حسب الطلب مثل ميداليات المفاتيح وزينات السيارات وشالات تحمل شعارات الأندية الرياضية، ومحافظ الهواتف المحمولة وأساور الصداقة، إضافة إلى بعض اللوحات التي تعلق على مرآة السيارة تحمل دعاء السفر. وعن الخامات التي تستخدمها تقول: «أستخدم خامة الجوخ والصوف وشرائط الساتان والمخمل والدانتيل وخيوط الكتان واللؤلؤ وأصعبها استخداماً هي خامة الجلد. ولم تخف محاولة تطوير موهبتها ومحاولة فتح محل خاص من طريق مشروع عبداللطيف جميل «باب رزق» ولكن المبلغ المطلوب للاستثمار فوق قدرتي نظراً لصغر سني وما زلت طالبة ففضلت أن أعمل داخل محيطي، وقالت إنها تشعر بأن في داخلها طاقات كبيرة ورغبة في توسيع دائرة موهبتها في التصميم والخياطة، مشيرة إلى أن الدراسة لا تتيح لها وقتاً كافياً للإنتاج وتؤجل ذلك إلى الإجازات وعطلات نهاية الأسبوع.