أوضح تقرير أن شركات الاتصالات الرئيسية في العالم تواجه عدداً من التحديات، أبرزها الفشل في توليد تدفقات نقدية مستدامة من نماذج عمل جديدة، وعدم القدرة على التنبؤ بالإيرادات بدقة، مع اشتداد أزمة الائتمان والقلق الذي يسود السوق، غير أن التقرير أشار إلى أن شركات الاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي أبدت مرونة في تعاملها مع الانكماش الاقتصادي، وتفكر جدياً بخطط توسعية كبرى في الأسواق الناشئة. وأوضح تقرير «إرنست ويونغ» السنوي لعام 2009 بشأن المخاطر التي تواجه شركات الاتصالات، أن شركات الاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي أبدت مرونة ملحوظة في تعاملها مع الانكماش الاقتصادي، لا تزال تفكر جدياً بخطط توسعية كبرى في الأسواق الناشئة. وقال: «نتوقع أن تتزايد نزعة شركات الاتصالات نحو التوسع، خصوصاً أولئك اللاعبين الأثرياء الذين يمتلكون سيولة نقدية أكبر». وأشار إلى أن توافر عمليات الاستحواذ فرصة لهذه الشركات لتنمو وتقترب من الشركات الرائدة في السوق، من خلال الاستثمار في الجغرافيات الجديدة أو التقنيات التكميلية، أو من خلال عروض الخدمات الحصرية التي تقدمها، إلا أنها تحمل بين طياتها تحديات متعلقة بالثقافة والتشغيل والتوافق مع القوانين، ويكمن الإشكال في صعوبة إدارة نموذج أعمال إقليمي أو عالمي والحصول على ما يكفي من المهارات لتوجيه عملية الانتقال إلى أسواق جديدة. وبحسب تقرير «إرنست ويونغ» بشأن المخاطر التي تواجه شركات الاتصالات، فإن المراتب العالمية العشر الأولى للمخاطر عام 2009 وفقاً لآراء كبار المحللين في القطاع يتصدرها فقدان ملكية العملاء، يليها عدم التوافق مع القوانين، وأيضاً عدم الدقة في التنبؤ بالإيرادات من استثمارات التكنولوجيا والبنية التحتية، والفشل في توليد تدفقات مالية مستدامة من نماذج عمل جديدة. وأشار التقرير إلى أن المخاطر تشمل عدم القدرة على إدارة عمليات الاندماج والاستحواذ بكفاءة، وكذلك جذب وإدارة الكفاءات ورأس المال الفكري، وأيضاً الأنظمة والعمليات غير الملائمة لدعم استراتيجيات عمل جديدة، وسوء إدارة الشراكات الاستراتيجية، وكذلك مخاطر الخصوصية والمخاطر الأمنية، وعدم القدرة على احتواء وخفض التكاليف. وأكد مسؤول خدمات استشارات قطاع الاتصالات لدى «إرنست ويونغ» في الشرق الأوسط وضاح صلاح أن الدراسة أظهرت أن شركات الاتصالات في جميع أنحاء العالم تواجه المخاطر ذاتها. وقال صلاح إن إشكالات قطاع الاتصالات في المنطقة يختلف ترتيبها، إذ ان عدم القدرة على تحقيق إيرادات مستدامة، الأمر الذي جاء في المركز الرابع عالمياً، سيكون في الواقع أكبر المخاطر بالنسبة للمؤسسات في الشرق الأوسط. ولفت إلى أن عملية التنبؤ بالأعمال التجارية في قطاع الاتصالات هي في حد ذاتها ممارسة غير مؤكدة بطبيعتها، ويكمن التعقيد في كونها تتطلب تخطيطاً بعيد المدى ضمن بيئة سريعة الوتيرة والتطور. وأضاف أن التنبؤ يندرج بين أكبر المخاطر التي تواجهها شركات الاتصالات في الشرق الأوسط، إذ كانت معظم التوقعات تستند إلى ظروف السوق في وقت سابق، عندما لم تكن آثار التراجع ظهرت فعلاً في منطقة الشرق الأوسط، كما أسهمت توقعات السوق الإيجابية للغاية في تشجيع الخطط التوسعية الكبرى وخطط الاستثمار التي أجرتها العديد من الجهات الفاعلة، وقد يدفع الوضع الحالي المتمثل بعدم التيقن إلى إعادة النظر في القرارات الاستثمارية. وبين التقرير أن من المرجح أن يشهد قطاع الاتصالات الكثير من عمليات الاندماج على المدى المتوسط، في حين يمكن أن تتحول عمليات الاندماج والاستحواذ إلى أداة لتحقيق النمو وتحسين الكفاءة التشغيلية، إلا أنه قد يترتب عدد من الآثار السلبية عند الفشل في اتخاذ الخيارات الاستراتيجية الصائبة، أما عدم القدرة على إدارة عمليات الدمج فكان ترتيبه الخامس عالمياً، بيد أن هذا الخطر سيكون أعلى مرتبة على لائحة شركات الاتصالات الشرق أوسطية.