أحيا الشاعر زكي الصدير أمسية شعرية في ختام معرض «سلام شرقي» للفنانة التشكيلية مهدية آل طالب يوم السبت الماضي في قاعة صالة نادي الفنون التشكيلية بمركز التنمية الاجتماعية بالقطيف، وأدارها الزميل القاص عبدالله الدحيلان، الذي قدمه بأنه «عاشق الجنيات ومتلبس لبوس حالة البنفسج، وهو من لا يخجل من أن يقول بأنه يشتعل بالأنثى الفاتنة ومعني بتفاصيلها حد الجنون، وأنه شاعر مؤدلج». بعد ذلك قرأ الصدير مجموعة من قصائده من ديوانيه «جنيات شومان» و«حانة» وسط حضور كثيف من الجنسين، إذ افتتح الأمسية بقصيدة أهدها لمهدية وكانت بعنوان «أربع رغبات لريشة»، ثم قرأ «جنيات شومان»، وذكر أنها «تحاكي جزءاً من التراث القطيفي عبر حكاياته وأساطيره»، ومنها: بخورٌ.. بخورْ/ هنا في يديك يُصلي المحارُ وتُعطى النذور/ بخورٌ.. بخورْ/ وبعضُ الكؤوسِ توسدُ أنفاسَها في حبور/ بخورٌ.. بخورْ/ سقتك القناني ومالت عليك بأنفاسِ نورْ». ثم قرأ قصيدة «كرسي اعتراف» وأهداها لصديقه القاص حسين الجفال، وأحد شركائه في تأسيس ملتقى الوعد الثقافي. وقرأ مدير الأمسية شهادات رفاق أصدقاء زكي به، اذ قال حسين الجفال عن تجربته الشعرية الأخيرة: «في تجربته الأخيرة كان له منحى آخر، ربما لأنه على يقين بأن الحياة لها أكسير حيوي غير الماء - المرأة - فراح على عجل يجعلها القصيدة بكل حضورها البهي، فحينا يزرع الحدائق بالورود ويطوف بها كلما أرقه التعب، وحينا آخر يفتح النوافذ لا ليغني لكن ليتسرب صوت أنثاه إليه ويعانقه ويطلقه في الضوء قصيدة جديدة». في حين قال عنه الشاعر حسين آل دهيم: «تجربته أكاد أجزم بأنها من التجارب القليلة التي تتلبسني بسهولة، فشعريته المخيفة والآمنة في ذات الوقت، تسحب الأنفاس عنوة لحد مشارفة الموت ومن ثم تحنو عليك وتهبك الحياة». وفي ختام الأمسية، قدمت مهدية آل طالب لوحات تذكارية كتكريم لكل من شارك معها في إقامة معرضها، من تشكيليين وأدباء وداعمين.