انتزعت شركات مقاولات خاصة، حصرية معالجة أوضاع الشوارع، وردم الحفر، وإنشاء المطبات في الشوارع، من البلديات والأمانات، فدخلت على هذا الخط، بالتعاقد المباشر مع المواطنين، الراغبين في ردم حفرة، أو إنشاء مطبات اصطناعية أمام منازلهم على رغم أن الأخيرة بحاجة إلى موافقة مُسبقة من جهات عدة، بينها البلدية والمرور. بيد أن هذه الشركات والمستفيدين من خدماتها، لا يكلفون أنفسهم عناء الحصول على ترخيص لإجراء هذه التعديلات، على رغم أنها تُجرى في الشوارع، وليس في المنازل. ويبرر منصور عبد الكريم، الذي يسكن مدينة العمال في الدمام، ذلك بالقول: «انتظرت قيام البلدية بمعالجة مشكلة الحفر أمام منزلي، لسنوات، كنت خلالها أعاني من تشكل المستنقعات مع هطول الأمطار، أو قيام أحد الجيران بسكب ماء في الشارع، إذ يتجمع أمام منزلي. ولكن البلدية لم تبادر إلى معالجة الوضع». ووجد منصور، الحل لدى إحدى شركات المقاولات، التي قرأ إعلاناً وزعته في الأماكن العامة، وعلى أعمدة الإشارات المرورية، فبادر إلى الاتصال فيها، واتفق معهم على العمل المطلوب والكلفة، و»انتهت المشكلة التي عانيت منها في أقل من يومين»، مضيفاً «تُعكر الكثير من الحفر والمطبات الاصطناعية صفو سكان مدينة الدمام، وتتسبب في تعطيل حركة السير، وكذلك في إلحاق الضرر المادي في الكثير من المركبات». ويقول أحد العاملين في إحدى هذه الشركات ل «الحياة»: «نقدم الخدمات الكفيلة بإصلاح أعطال الشوارع التي تشوه المنازل، وتسبب أضراراً كبيرة في السيارات، وكذلك الضرر البيئي المترتب على تكدس المياه الآسنة». واعتبر أن مثل هذه الأعمال «ستساهم في تخفيف العبء على المواطن والأمانة في وقت واحد، فلن يضطر المواطن للانتظار طويلاً، ليجد الشارع أمام منزله جميلاً ومعبَّداً. كما أننا نساهم في تخفيف الضغط على الأمانة، التي نعلم مقدار وحجم الشكاوى التي تتلقاها كل يوم بهذا الخصوص». وذكر أن آلية العمل «تقوم على وضع طبقتين، الأولى عازلة، والأخرى إسفلتية، لإنجاز العمل بجودة عالية، ولا تتأثر مع مرور الزمن». واستعرض طريقة احتساب الكلفة المادية، إذ «تقاس بالسنتيمتر، فمثلاً كل خمسة سنتيمترات تكون كلفتها 25 ريالاً». وأبان أنه «مع كثرة الممارسة، استطعنا أن نصل إلى مرحلة الحرص على إنجاز العمل في أقل وقت ممكن، فنحن نستطيع أن ننجز ألف متر في يوم واحد». ويعاني أهالي مدينة الدمام، من كثرة الحفريات والتحويلات، وتعطل المشاريع، ما تسبب في حدوث اختناقات «حادة» في حركة النقل. وعلى رغم الكلفة المادية العالية التي ستلحق في صاحب المنزل العازم على إصلاح شارعه، إلا أن الكثير من المواطنين يستعينون في هذه الشركات المنتشرة إعلاناتها في شكل «عشوائي» في الطرقات والأماكن العامة. يُشار إلى أن أمانة المنطقة الشرقية، تفتح المجال لاستقبال شكاوى المواطنين والمقيمين على الإيميل أو الاتصال ب940، المتعلقة في الأخطاء التي تسببت فيها، وتقوم بإصلاحها.