في تناقضٍ شديد بين تصوير الإسلام بطريقة فيها إقلال من شأنه، باعتباره ديناً وثقافة للرعاة والمزارعين فقط، نجد الإشادة بالإسلام وتصويره بطريقة خالية من التعميم باعتباره حضارة راقية متمدنة في بغداد والأندلس في العصور الوسطى، إذ يطالب كتاب بريطاني بتكليف الطلاب بعمل مشروع مدرسي عبارة عن رحلة خيالية عبر الزمن، من بريطانيا وقت العصور الوسطى إلى بغداد في نفس الفترة الزمنية، وكتابة يومياته عن الاختراعات العلمية والإنجازات الثقافية هناك، تحت عنوان (عجائب بغداد)، كما يكلف كتاب مدرسي ألماني الطلاب بتناول فترة الحكم الإسلامي في الأندلس، وذكر فضل الإنجازات العلمية الإسلامية على التطور الثقافي لأوروبا، بل يصل الأمر إلى أن يتحدث الكتاب الصادر عن دار نشر أولدنبورغ الألمانية عن «أوروبا المسلمة». ولا يكلف أي مؤلف كتاب مدرسي في هذه الدول نفسه عناء توضيح هذا التناقض بين الصورتين، بل يعتبران أنهما تجسدان حال الجمود التي أصابت الإسلام والمسلمين منذ عصر النهضة آنذاك، الأمر الذي يبرر المشكلات التي يواجهها الإسلام والمسلمون في التوافق مع الحداثة بحسب زعم مؤلفي هذه الكتب. الجديد في تناول الكتب الدراسية الأوروبية لفترة الحروب الصليبية، هو عدم التركيز على الصراعات والحروب الدامية، بل على التبادل الثقافي بين الجانبين الإسلامي والمسيحي في هذه الفترة، باعتباره إحدى النتائج الإيجابية لهذه الفترة، فيشير الكتاب الألماني من جديد إلى أن «أوروبا كانت قد فقدت في العصور الوسطى غالبية المعارف الجغرافية الموروثة عن العصور اليونانية والرومانية القديمة، ولم يكن هناك بحث جاد عن هذه المعارف، لكن على العكس من ذلك كان علماء المسلمين واليهود يبذلون جهوداً حثيثة في تأمين ومواصلة تطوير المعارف العالمية الموروثة عن العصور القديمة». ومن التطورات المثيرة للانتباه تناول كتاب إسباني صدر في عام 2010، لتاريخ الأندلس بصورة مختلفة عن أي كتاب من قبل، لأنه لم يتحدث عن فترة حكم المسلمين في الأندلس باعتبارها فترة احتلال عدواني من جانب قوة مسلمة غريبة، بل اعتبرها «هجرة شعبية» لجماعة بشرية من مكان إلى مكان آخر، مثلها مثل هجرات جماعية كثيرة حدثت في التاريخ، ويتناول المؤلف بالتفصيل دوافع هذه الغزوات، والقائمين عليها، ويوضح أن كل مرحلة من هذه الغزوات، كان لها قائد مختلف، جاء من شمال أفريقيا إلى الأراضي الإسبانية، ويشدد على التنوع الديني والثقافي والعرقي في المجتمع الأندلسي آنذاك. الإسلام في الحاضر داخل إطار «النزاع»... والحديث عن المسلمين ب«هُم»! دور نشر تعد ب «التغيير» تحذير من نشر «الإسلاموفوبيا» في المدارس... ومطالبة بالاعتراف ب«فضل العرب والمسلمين» مطالبة بكتب بلا «أفكار غوغائية» مسلمو ألمانيا يريدون المزيد