يتعلم الطالب في كل من النمسا وفرنسا وإسبانيا أن الإسلام هو «دين خضوع لقواعد صارمة، وثقافة تسلطية»، وغالباً ما تعطي الكتب انطباعاً بأن كل ما يفعله المسلمون في صباحهم ومسائهم نابع من دينهم. وتتفق الكتب المدرسية في الدول الثلاث على ربط الحاضر بنشأة الإسلام، من خلال استخدام صور فوتوغرافية حديثة عند تناول مواضيع تاريخية، بما يوحي أن المسلمين لا يزالون يعيشون الآن كما كان أجدادهم يعيشون في الصحراء قبل عشرات القرون. وتشير إلى أن نمط الحياة القديم للبدو في العصر الحاضر لا يزال سائداً حتى اليوم، وهو الأمر الذي يتضح مثلاً في أحد الكتب الإسبانية، الذي ورد فيه: «إن دين الإسلام بهياكله الاستبدادية والسلطوية انسجم مع حضارة الرعاة والمزارعين، ويبدو أن هذا الدين لا يزال حتى اليوم يواجه مشكلات للانسجام مع هياكل الحضارة الغربية التقنية المتطورة للغاية». وتربط الكتب الدراسية بين «الجهاد» والفتوحات الأولى للإسلام، باعتبارها «علامة مميزة» للإسلام، ثم يجري الربط بين الماضي ومشكلات الحاضر في إطار الحديث عن الإرهاب والهجرة، كما هي الحال في عدد من الكتب النمسوية، التي تربط بين الهجمات الانتحارية في الوقت الحاضر، وبين نشر الإسلام في العصور الوسطى، ثم يتضمن التدريب على الدرس، مطالبة الطلاب بالتوصل إلى العلاقة بين «حروب الأتراك» (تعني حملات الدولة العثمانية التي وصلت إلى أبواب العاصمة فيينا في عام 1683) وبين بناء المساجد ذات المآذن في الوقت الحاضر في المنطقة التي تقع فيها المدرسة. وتؤدي هذه الطريقة لا محالة - بحسب الدراسة - إلى الربط بين المسلمين المقيمين في النمسا اليوم، وبين الصراعات الحربية في الماضي والحاضر، وتجعل الطلاب يربطون بين الغزوات الإسلامية في فترة الفتوحات الأولى في صدر الإسلام، وبين «فتوحات حرية الرأي للمسلمين الحاليين». وفي حين توضح الكتب الأوروبية وجود تنوع واختلافات داخل المعسكر المسيحي سواء تعلق الأمر بالحروب الصليبية أو بالأندلس، فإن الحديث عن المسلمين يكون دوماً منصباً على «كتلة متماسكة يسود على أفرادها التعميم وأحادية الرؤية»، فتذكر الكتب الإسبانية مثلاً أن «المسلمين حاربوا الفرنكيين»، وفي موضع آخر «احتل المسلمون القدس»، دون توضيح أي جماعة من المسلمين فعلت ذلك.