واشنطن، كولومبو – رويترز، أ ف ب - أعلن «الحرس الثوري» الإيراني أنه بدأ أمس، «المرحلة الرئيسة والعملية» من مناورات «حماة الولاية» التي ينفذها جنوب البلاد، مهدداً بردّ «مدمر» على أي هجوم، فيما اعتبر علي سعيدي، ممثل مرشد الجمهورية الإسلامية في «الحرس»، أن مضيق هرمز والرأي العام في المنطقة يشكلان «ورقتين رابحتين» لطهران رداً على التهديدات. وحضر اليوم الثاني من المناورات، قائد القوات البرية في «الحرس» الجنرال محمد باكبور، ونائبه الجنرال عبد الله عراقي الذي أشار إلى أن الهدف من مناورات «حماة الولاية» هو «رفع مستوى الجاهزية واستعراض القدرات الذاتية للقوات البرية للحرس». وأكد بابكور أن «إيران لن تبدأ حرباً مطلقاً، لكن رد فعلنا سيكون مدمراً وهجومياً، وللحرس القدرة على تنفيذ عمليات رادعة». واعتبر أن «التدريبات تتناسب مع حجم التهديدات الراهنة»، لافتاً إلى أن «استراتيجية القوات الإيرانية دفاعية، لكن التكتيكات التي تتخذها هجومية». وقال: «القوات البرية للحرس الثوري قادرة على تنفيذ عمليات رادعة، ورد فعلها على تهديدات الأعداء سيكون سريعاً ومكثفاً». في غضون ذلك، اعتبر علي سعيدي أن «مضيق هرمز والرأي العام في المنطقة، يشكلان ورقتين رابحتين لإيران، رداً على التهديدات». وقال: «ما يميز إيران هو وجود القوات المسلحة والحرس الثوري والتعبئة (الباسيج)، بجاهزيتها التامة وامتلاكها أسلحة متطورة، وامتلاكها احتياطات ضخمة للنفط والغاز، وموقعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط، وهيمنتها على مضيق هرمز». ورأى أن «الدول التي بدأت تخوض غمار الانتخابات في المنطقة، متأثرة بشدة بإيران، لذلك إيران قادرة على توجيه الرأي العام في هذه الدول، ضد النظام والدول المستبدة». وأكد أن «الشعب الإيراني، بالتزامه ولاية الفقيه، سيكون جاهزاً دوماً لمواجهة تهديدات الأجانب»، مشيراً إلى أن «الأعداء أدركوا جانباً من قدرات إيران، وخفي عليهم جانب آخر، وسيتم إبرازها إذا دعت الحاجة». تظاهرات في أميركا وكندا إلى ذلك، تظاهر مئات الأشخاص في 80 مدينة أميركية وكندية، تلبية لدعوة من تجمع منظمات سلمية، إلى «يوم تحرك جماهيري» للتحذير من حرب محتملة تشنها واشنطن على طهران. وفي مانهاتن بنيويورك، تجمع حوالى 500 شخص في ساحة تايمز سكوير، وساروا حتى مقر البعثة الأميركية في الأممالمتحدة وقنصلية إسرائيل. ورُفعت يافطة عملاقة كُتب عليها: «لا للحرب، لا للعقوبات، لا للتدخل، لا للاغتيالات». وفي كتيّب وزع خلال التظاهرة، اعتبرت هذه المنظمات أن «حرب الولاياتالمتحدة على إيران، بدأت في أي حال»، مشيرة إلى «العقوبات الاقتصادية القاسية» المفروضة على طهران، و»انتشار حاملات طائرات أميركية قرب الساحل الإيراني». إيران وسريلانكا وفي سياق العقوبات، قال مسؤول بارز في سريلانكا إن بلاده قد تحاول الالتفاف على قيود تفرضها العقوبات الأميركية على النفط الإيراني، من خلال شرائه بعملة أخرى غير الدولار، مقتدية في ذلك بالهند. وتستورد سريلانكا من إيران، 93 في المئة من احتياجاتها النفطية، ولا تستطيع مصفاتها الوحيدة التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 50 ألف برميل يومياً، سوى تكرير النفط الإيراني وثلاثة أو أربعة أنواع أخرى لا تتوافر في السوق. وكان لوك برونين، مساعد نائب وزير الخزانة الأميركي لشؤون تمويل الإرهاب، ناقش في كولومبو الأسبوع الماضي، الخيارات المتاحة والتداعيات المحتملة على سريلانكا. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول بارز شارك في المحادثات مع برونين، إن الأخير اقترح حلاً، موضحاً: «لا أعلم هل كان ذلك عن قصد أو عرضاً، لكنه قال إنهم لا يقلقون سوى من الصفقات التي تتم بالدولار. كان هذا تلميحاً لنا. يعطينا ذلك خيار الدفع بالروبية الهندية أو عملات أخرى، على رغم أننا نفضل الدفع بالروبية السريلانكية».