أثار أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القاضي بإلغاء الأوبريت الغنائي لمهرجان الجنادرية لهذا العام، مشاعر كثير من التونسيين والليبيين والمصريين والسوريين، إضافة إلى المثقفين والإعلاميين في اليمن. ففي الوقت الذي تناقلت وسائل الإعلام في تلك الدول الخبر وأبرزته على صدر مواقعها الإلكترونية، أكد القائم بأعمال السفارة الليبية لدى الرياض محمد الشكل في اتصال مع «الحياة»، أن قرار إلغاء الأوبريت الغنائي في مهرجان مثل الجنادرية، يعد تضامناً كبيراً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الشعب الليبي، وتلمساً لمعاناته في مواجهة الأزمة التي تمر بها ليبيا الآن. مضيفاً أن القرار يعكس روح الأخوة بين كل من المملكة وليبيا، وخطوة في اتجاه الدفع بالمزيد من العلاقات إلى الأمام، مشيراً إلى أن المتتبع لقرارات خادم الحرمين الشريفين تجاه ليبيا سيتلمس مدى تطور العلاقات السعودية الليبية، خصوصاً أن خادم الحرمين وجه بافتتاح سفارة سعودية في طرابلس وتم ذلك قبل شهر من الآن. رئيس تحرير صحيفة الصباح التونسية صالح عطية قال، إن الإعلاميين في تونس يشكرون خادم الحرمين على هذا القرار، خصوصاً أن تونس تمر بظروف صعبة، مشيراً إلى أن العلاقات السعودية التونسية خلال تاريخها الطويل كانت تحظى بدعم وإحساس كل طرف بالآخر، سواء كان ذلك في فترات المحن أو في مراحل الإنجازات وتحقيق المكاسب، واعتقادي - بحسب عطية - أن هذه اللفتة جاءت في توقيت مناسب، إذ تنشط بعض الجهات محاولة التشويش على علاقات تونس مع السعودية. رئيس تحرير صحيفة الصباح، قال ل«الحياة»: «نحن في حاجة إلى مثل هذه المواقف، ليدلل الطرفان على متانة العلاقات في ما بينهما، وللتأكيد في الوقت ذاته على أن أية محاولة لضرب هذه العلاقات هي فاشلة بالضرورة، فقرار الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيدفع باتجاه فتح مجال أكبر للعلاقات والاتصالات خلال المرحلة المقبلة، ما سيؤدي إلى خلق مناخ جديد بين البلدين». وعن استقبال الإعلام التونسي لهذا القرار، قال عطية: «بالتأكيد سيجد القرار اهتماماً كبيراً من الإعلام والصحافة التونسية، وواجب الإعلاميين التونسيين أن ينظروا الآن إلى العلاقات مع السعودية نظرة استراتيجية، لأن العالم العربي يحتاج إلى رؤية جديدة لهذه العلاقات، بشكل يسمح بالانطلاق من جديد، ويستثمر مثل هذه المناخات لإحداث التطورات المطلوبة في العلاقات العربية، مشيراً إلى أن القرار نقدره كإعلاميين تونسيين ونحمله لخادم الحرمين الشريفين كواحد من الخطوات الدافعة للعلاقات التونسية السعودية. الصحافي في مؤسسة دار التحرير المصرية مصطفى الكيلاني، قال: «المصريون ينتظرون الآن من القادة العرب المواقف، وهذا القرار الذي أصدره خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دليل قاطع على أن حكومة المملكة تسير مع الشارع العربي وليست مع الأنظمة، والقرار الذي أصدره خادم الحرمين يعيد إلينا الثقة في وجود القائد العربي الذي سيأخذ بالمنطقة نحو الأمان، ونحو رؤية سياسية معتدلة وواقعية».