عدن - أ ف ب - جرح العشرات، بعضهم بالرصاص، خلال صدامات اندلعت بين أنصار ثورة الشباب وعناصر الحراك الجنوبي مساء الجمعة في حي المعلا وسط عدن. وقال أحد أنصار ثورة الشباب علي قاسم ان «مسلحين ينتمون الى الحراك الجنوبي اعترضوا مسيرة سلمية مستخدمين الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، ما أدى الى سقوط اكثر من ثلاثين جريحاً في صفوف الشباب بعضهم بالرصاص». غير ان احد ناشطي الحراك نفى تلك الرواية متهماً أنصار الثورة «باقتحام ساحتهم الكائنة في شارع المعلا». وقال ان «الطرفين استخدما العنف». وأكد سقوط 15 جريحاً في صفوف الحراك الجنوبي بينهم تسعة اصيبوا بالرصاص الحي. وذكر شهود ان الصدامات وقعت بين محتجين يرفعون أعلاماً وطنية وآخرين يرفعون اعلام اليمن الجنوبي السابق الذي كان دولة مستقلة حتى 1990. واوضحوا انهم سمعوا اطلاق نار. وأكد مصدر طبي ان عشرات الحالات وصلت الى احد مستشفيات عدن احدها مصاب بعيار ناري في الرأس واصابته خطرة. وتعليقاً على هذه الصدامات، قال ناصر الطويل، وهو الأمين العام للحراك الجنوبي ان «ما حدث مأسوي ومرفوض»، مديناً «احتكاك الجنوبيين مع انفسهم الى حد استخدام السلاح». واتهم «بقايا» نظام الرئيس علي عبدالله صالح «بتوزيع السلاح واشعال الفتنة في عدن بين انصار حركتنا (الحراك الجنوبي) وانصار شباب الثورة». ورأى الطويل ان من «اسباب سقوط الجرحى وجود فعاليتين للطرفين في مكان واحد، الاولى تؤيد فكرة الانتخابات الرئاسية المبكرة وأخرى لأنصار الحراك الجنوبي ترفض اقامتها». ويتوقع ان يغادر صالح الذي يلقى معارضة كبيرة في بلاده الحكم بعد انتخابات رئاسية مقررة في 21 شباط (فبراير) الجاري، بموجب مبادرة خليجية لحل الازمة. ونائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هو المرشح الوحيد في الانتخابات. وصالح موجود حالياً في الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج. الا ان المقربين منه ما زالوا على راس القوات المسلحة والاجهزة الامنية في البلاد. وتخوض بعض تيارات الحراك الجنوبي حملة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية التي تعتبر انها لن تلبي طموحاً في الحصول على حكم ذاتي ان لم يكن استقلال الجنوب. وقال الطويل: «طالما الانتخابات شكلية لماذا لا يزكي البرلمان عبد ربه منصور رئيساً كي نضع حداً للفتنة «. وأكد ان «الحراك الجنوبي سيمتنع عن المشاركة في الانتخابات لان قضيته لم تتبنها مبادرة الخليج فضلاً عن عدم اعتراف الأطراف السياسية في صنعاء بقضية شعب الجنوب». ودعا الى «وقف الانتخابات خصوصا في مدن الجنوب». من جهته، دان نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض الحوادث، معتبراً انها «اعتداء آثم من ميليشيات حزب الاصلاح اليمني». وقال: «ندين بشدة ما تقوم به قوى الظلام التابعة لحزب الإصلاح اليمني ومساندة حكومة الوفاق من جرائم في حق ابناء عدن والجنوب عموما المعتصمين سلماً». واتهم «ميليشيات حزب الاصلاح اليمني والقوافل من الشباب الذين تجلبهم قوى الشر من محافظات اليمن الشمالي بالتظاهر بدلاً من ابناء الجنوب ليوهموا العالم انهم من ابناء عدن(...) مؤيدين مسرحية الانتخابات».