حذّرت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي من تأثير الدول المجاورة في أي إمكان انعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد. وأبدت استغرابها من تصريحات السفير الإيراني الذي نفى أنه استدعي إلى وزارة الخارجية للاحتجاج على تدخله في الشأن الداخلي. وقال السفير حسن دانائي فر لوكالة أنباء «إيسنا» الإيرانية، إنه زار «الثلثاء الماضي مقر الخارجية العراقية في بغداد في إطار الاجتماعات الروتينية التي تعقد للبحث في العلاقات بين البلدين». وكانت الخارجية أعلنت الأسبوع الماضي أنها استدعت السفير دانائي وطلب منه وكيل الوزارة لبيد عباوي «الابتعاد عن التصريحات التي يفهم منها أنها تدخل في الشأن الداخلي العراقي»، ودعاه إلى «احترام السيادة الوطنية للعراق، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»، على ما نقل عنه بيان للوزارة. واعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان أركان أرشد أن «تضارب تصريحات السفير ووزارة الخارجية لا تخدم موقف العراق الساعي إلى كبح التدخلات الخارجية والتصريحات التي تنطلق من هنا وهناك وتتجاوز السيادة». وتابع أرشد في تصريحات إلى «الحياة» أن «السفير الإيراني نفى كل التصريحات التي اعتبرت تدخلاً في الشان العراقي ولكن رد الفعل العراقي لم يكن في المستوى المطلوب، خصوصاً مع تزايد حجم التدخلات الخارجية واليوم فوجئنا بنفيه تلقي أي تعنيف من وزارة الخارجية». وعن تصريحات وزير الخارجية البحريني الذي أعلن عدم حضور بلاده قمة بغداد، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية إن «العراق في انتظار الموقف الرسمي من الجامعة العربية التي أكدت عقد القمة في موعدها المحدد وقد تكون تصريحات الوزير البحريني للضغط على الجانب العراقي لتغيير بعض مواقفه، وما يهمنا هو استضافة القمة بصرف النظر عن حجم التمثيل الذي لا نتوقعه كبيراً». وكان وزير خارجية البحرين خالد بن محمد آل خليفة قال في تصريح أول من أمس إن بلاده لن تحضر قمة عربية «في بلد تأتينا المشاكل منه كل يوم». وقال عضو «دولة القانون» المقرب من المالكي النائب عبدالهادي الحساني ل «الحياة»، إن كتلته «تدين بشدة أي تدخل في الشأن العراقي، سواء بالتصريحات أو بالأفعال». وشدد الحساني على ضرورة أن تتعامل الحكومة مع تصريحات المسؤولين في دول الجوار بالطرق الديبلوماسية لأن «بعض التصريحات قد تكون أخرجت من سياقها أو غير صحيحة وملفقة وفي كل الأحوال وزارة الخارجية هي المسؤولة عن هذا الملف». وأضاف أن «العراق بلد ديموقراطي وصاحب تجربة رائدة في المنطقة ويسعى إلى احترام سيادة دول الجوار، كما يطلب من هذه الدول احترام سيادته، ونسعى إلى إقامة علاقات جيدة مع الجميع وعدم إثارة المشكلات والأزمات معها وحل الخلافات البسيطة».