دانت اوساط سياسية في العراق تصريحات قائد الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، الذي قال ان «العراق يخضع للإرادة الايرانية»، ودعت ائتلاف «دولة القانون»، بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي، الى الاحتجاج على هذه التصريحات «عبر القنوات الديبلوماسية». وكان سليماني قال خلال ندوة في طهران تحت عنوان «الشباب والوعي الإسلامي» في حضور عدد من الشباب في البلدان العربية التي شهدت ثورات، إن «العراق وجنوب لبنان يخضعان لإرادة طهران وأفكارها، ويمكن أن تنظم حركة تهدف إلى تشكيل حكومات إسلامية في البلدين». وقال عضو «دولة القانون» المقرب من المالكي النائب عبد الهادي الحساني ل «الحياة»، ان كتلته «تدين بشدة اي تدخل في الشأن العراقي، سواء بالتصريحات او بالافعال، وكما رفضنا سابقا تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، ندين ونرفض تصريحات قاسم سليماني». وكانت وزارة الخارجية استدعت السفير التركي واحتجت على تصريحات اردوغان، التي حذر فيها من تأزم الأوضاع في العراق. ودعا الحساني الحكومة الى التعامل مع تصريحات سليماني بالطرق الديبلوماسية عبر السفير الايراني في بغداد، وأوضح أن «تصريحاته قد تكون أُخرجت من سياقها، لأنه كان يتحدث عن تأثير أفكار الثورة الإيرانية في ثورات الربيع العربي، وقد يكون ذلك صحيحاً بالفعل، وفي كلتا الحالتين يجب استعمال القنوات الديبلوماسية للاحتجاج او الاستيضاح». واضاف ان «العراق بلد ديموقراطي وصاحب تجربة رائدة في المنطقة ويسعى الى احترام سيادة دول الجوار، كما يطلب من هذه الدول احترام سيادته، ونسعى الى اقامة علاقات جيدة مع الجميع وعدم اثارة المشكلات والازمات معها وحل الخلافات البسيطة». إلى ذلك، اعربت كتلة «التحالف الكردستاني» عن استيائها من تصريحات سليماني، وقال النائب عن الكتلة حسن جهاد ل «الحياة»: «اننا نرفض تصريحات سيلماني ونعدها تدخلاً في الشأن العراقي، وعلى وزارة الخارجية ان تأخذ دورها في الاستفسار والرد، كونها مؤسسة سيادية يقع على عاتقها بيان رأي العراق ورفض اي تدخل خارجي في شأنه الداخلي». وتابع ان «ائتلاف الكتل الكردستانية يرفض تصريحات سليماني او اي تصريحات من اي جهة خارجية، سواء على المستوى الاقليمي او الدولي والعربي، ويعتبرها غير مقبولة ولا يسمح بها»، مؤكداً ان «العراق دولة مستقلة، وأي تدخل خارجي في شؤونه أمر مرفوض». واستنكرت «القائمة العراقية» بزعامة اياد علاوي بشدة تصريحات قائد الحرس الثوري الايراني، واعتبرتها «تطاولاً على العراق». وقال النائب عن القائمة حامد المطلك، إن «تصريحات سليماني تنم عن توجه ايراني خطير للتدخل في الشأن العراقي باتخاذه اشكالاً عدة، وهذا الامر خطير وغير مرحب به». وأضاف ان «التأثير الايراني في الساحة العراقية لا يعدله سواه من دول المنطقة، حتى أصبح القرار العراقي مرهوناً بما تمليه طهران على الحكومة». وشكك المطلك «بقدرة الحكومة العراقية على محاسبة طهران»، لكنه عول على بعض مكونات التحالف الوطني في الرد على التدخلات الإيرانية التي وصفها ب «المتكررة».