في أسرع تجاوب مع حدث يسجل لرعاية الشباب على مر تاريخها، كان بيانها حول «دخول النساء للملاعب الرياضية»، الذي تبرأت فيه مما حدث على طريقة «الشر برا وبعيد»، ونفت أية صلة لها بمن ظهرت صورهن على صدر الصفحات، وأنهن يمثلن صحفهن وفي بطولة آسيوية ليست تحت مظلة رعاية الشباب أو إحدى مسابقاتها الرسمية المحلية. ما حدث هل هو معيب لدرجة السرعة في الرد عليه، وقطع دابر التأويل والشائعات؟ أم هو تعزيز لسياسة المنع؟ أو هو التحريم والتجريم لدخول المرأة للملاعب حتى في ظل ما تحظى به من دعم أزال عنها كثيراً من التعتيم والإقصاء والتهميش الذي ران عليها ردحاً من الزمن، وحصرها في زاوية ضيقة جداً؟ فإذا بها تنطلق نحو قبة الشورى بثقة مطلقة في نفسها وقدرتها تدعمها ثقافة عالية وعلم غزير. بدل أن تؤكد الرئاسة دعمها للحضور المحترم للإعلاميات في مدرجات صالة رعاية الشباب في جدة في التصفيات الآسيوية ال15 المؤهلة لمونديال 2013، وبمدرج مستقل ومداخل خاصة وبمظهر محتشم، وتوضح أنه متى ما توافرت البيئة المناسبة والأجواء الصحية سيكون ديدن الرئاسة في المسابقات المحلية، تنفي وبشدة أنها صرحت للنساء بالحضور وأنهن مجرد إعلاميات حضورهن لتغطية البطولة وليس للاستمتاع والفرجة. وأتساءل لِمَ لا تنكر على النساء غير السعوديات دخول الملاعب، ونحن نراهن يتوسطن المدرجات وبكل أريحية دون أن يلتفت لوجودهن أحد أو يعكر دخولهن مع عائلاتهن متطفل أو حارس أمن؟ ولِمَ نال ما حدث «تضخيماً» وتم تصويره على أنه تحدٍ وخروج عن النص، وأنه زلزل المتعارف عليه في شأن دخول المرأة للملاعب الرياضية؟ ولِمَ ذهب البعض إلى أبعد من ذلك؟ وهو يستفتي فيه الدين ورجاله كأنه منكر وخطيئة لا بد من التكفير عنها بالاستغفار والتوبة والعزم على عدم العودة إليها لأنها كما يقولون من وسائل التغريب التي تمارس على المرأة السعودية لإخراجها من بيتها في حين أنه يفترض أن يكون حدثاً عادياً لا يستحق هذه الضجة ولا البيانات طالما تحققت فيه كل سمات الخصوصية التي دائماً ما كانوا يؤكدون عليها في ما يخص المرأة في المجتمع السعودي. الخوف مما جرى غير مبرر لأن التغيير قادم، وإن تبرأوا منها اليوم فستدخل غداً وتحت أنظار الجميع. [email protected]