من دمشق إلى طرطوس، مروراً بمصياف وصولاً إلى اللاذقية، يتنقل فريق عمل مسلسل «المصابيح الزرق» بإدارة المخرج فهد ميري في المحافظات السورية، لتصوير أحداث الملحمة الوطنية التي تدور في فترة الحرب العالمية الثانية وتتحدث عن تلاحم الشعب السوري بأطيافه وشرائحه كافة. العمل يروي مجموعة من القصص لشخصيات عاشت في تلك الفترة وذاقت طعم الظلم وعملت من أجل لقمة العيش، وحلمت باستقلال بلادها. «الحياة» التقت فريق العمل في مواقع التصوير وفي مقر شركة الإنتاج، ومنهم سلاف فواخرجي التي تجسد شخصية «رندة»، وعنها قالت: «الشخصية رومانسية جداً، وتعيش قصة حب مميزة، تترافق مع حسها الوطني ونضالها ضد الاستعمار. فالعمل يتحدث عن فترة الاحتلال الفرنسي لسورية، وأرى أنه يروي من خلال حبكته الدرامية التي تجري في مدينة اللاذقية الساحلية قصص الحب والحياة والسياسة». وأثنى الممثل أندريه سكاف الذي يجسد شخصية «عازار» على الحبكة الدرامية وطريقة المعالجة التي قدمها الكاتب حنا مينة وكاتب السيناريو محمود عبد الكريم، واعتبر أن العوالم الدرامية في هذا العمل تشبه إلى حد كبير العوالم الأدبية عند دوستويفسكي وتشيخوف، أما عن الشخصية التي يقدمها فقال: «عازار هو أحد سكان الخان الذين يرتبطون عبر هذا الفضاء المكاني الذي ينقل لنا تفاصيل شخوصه، وتكمن صعوبة الدور بالنسبة إلي كون الشخصية فاقدة لإحدى ساقيها. هنا تكمن صعوبة الأداء البدني، إضافة إلى اللهجة». إشادات ورأت الممثلة رنا جمّول التي تؤدي شخصية «مريم السودا» أن التعاون مع المؤسسة العامة (المنتجة) جيد جداً على كل الأصعدة، وأضافت حول دورها: «تفتعل مريم المشاكل، وتعاني الفقر المدقع مع زوجها الإسكافي «نايف»، لكنّ علاقتهما تتسم بالدفء، ودائماً ما تكون معنوياتهما مرتفعة، وهذا ما يساعدهما على تجاوز حالة الفقر التي يعيشانها، بالإضافة إلى مساعدة سكان الخان لهما». وأشاد الممثل أسعد فضة بالعمل وبالشركة المنتجة بخاصة لتصديها للإنتاج الدرامي في ظل الأزمة الدرامية، وعن دوره قال: «أجسد شخصية «أبو فارس»، الرجل الشعبي الذي يعمل في بناء البيوت خلال الحرب العالمية الثانية، ويتميز بطبية القلب ومحبة الناس، ويستضيف عدداً من الأسر في منزله، حيث يتابع المسلسل حياتهم ومعاناتهم مع الحرب، وتعاونهم مع الثوار ضد الفرنسيين». واعتبرت الممثلة سوسن أبو عفار اللهجة الساحلية الجبلية في المسلسل صعبة جداً، ولكن ما ساعدها على تجاوز هذه الصعوبة عدم وجود جمل طويلة في حواراتها. وعن دورها قالت: «أجسد شخصية «أم جميل»، وهي أرملة همها الوحيد حماية ابنها، فلا تتركه يغيب عن ناظريها. وأعتقد بأن العمل سيلقى صدى كبيراً لدى المشاهد العربي». أما الممثلة تولاي هارون فأبدت تفاؤلها بالمسلسل بخاصة أن المخرج ميري يتسم بالهدوء والثقة، ما يعطي الطاقة لكل المشاركين من ممثلين وفنيين، وتمنت أن يكون تعاونها الأول مع المخرج مثمراً. وعن الشخصية التي تجسدها أضافت: «أجسد شخصية «ميلو»، وهي امرأة بسيطة تعاني من مرض الروماتيزم الذي يتفاقم معها تدريجياً، بخاصة أنها تعيش مع زوجها في غرفة رطبة وغير صحية، وتتمنى أن تعود إلى مدينتها صافيتا لتدفن فيها، بدلاً من بقائها في غرفتها التي تشبه القبر». ووصفت هارون دخول المؤسسة العامة على خطة المنافسة الدرامية ب «الأمر الرائع»، وأضافت: «أنا سعيدة جداً لأن الإنتاج العام التابع للدولة ينتج بغزارة ويستمر بالألق، وأكثر ما يسعدني أن هذا الإنتاج بدأ قبل جميع شركات الإنتاج السورية الخاصة، وهذا ما سيزيد من أهميته». تفاؤل مخرج العمل فهد ميري أكّد أن العمل سيضم أكثر من 200 ممثل سوري، كما أبدى تفاؤله الكبير بالمسلسل، بخاصة أن «الأجواء والإمكانات المتاحة جيدة، وستساهم في تقديم عمل لائق على مستوى الصورة والمضمون»، وأضاف: «انتهينا من تصوير مشاهد الخان، فيما سنصور بقية المشاهد في المحافظات الساحلية والجبلية». وعن المشاكل التي رافقت التصوير في مدينة طرطوس الساحلية في الأيام الماضية، وتناقلتها وسائل الإعلام تحت عنوان أهالي المدينة يهاجمون موقع تصوير المصابيح الزرق، أكّد ميري في اتصال هاتفي مع «الحياة» أن الأمور مستقرة، والخبر الذي نشر حمل الكثير من المبالغات، وأضاف: «حصل سوء تفاهم بين بعض أفراد طاقم العمل وبعض السكان المحليين، ما أدى لوقف التصوير ليومين متتاليين، لكن الأمور حلت بشكل كامل، وانتقلنا إلى مدينة مصياف لاستكمال التصوير، قبل أن ننتقل إلى مدينة اللاذقية قريباً». يذكر أن العمل يضم في بطولته أيضاً غسان مسعود، ضحى الدبس، جهاد سعد، محمد حداقي، زهير رمضان، سعد مينة، محمد الأحمد، جرجس جبارة، بشار إسماعيل، وضاح حلوم، مجد فضة، كما يضم فريقاً فنياً محترفاً منهم مدير إدارة الإنتاج ماجد صليبي، والمخرج المنفذ شادي علي، ومحمد حجازي، ومهندس الديكور لبيب رسلان، ومهندس الديكور المساعد نصر دياب، ومصممة الأزياء ظلال الجابي، والماكييرة سلوى عطا الله، ومدير التصوير جلال ناصر، ومهندس الصوت أحمد شهاب، ومدير الإضاءة جمال مطر في حين يتولى المخرج فراس دهني الإشراف العام.