- «عشيق المترجم» رواية جديدة للروائي الكردي السوري جان دوست وهي روايته الأولى التي كتبها بالعربية صدرت عن دار ورق للنشر في دبي. وسبق لكاتب أن أصدر أربع روايات باللغة الكردية ترجمت منها رواية «ميرنامه» إلى العربية وصدرت عن مشروع «كلمة» للترجمة - أبو ظبي 2011. يفسح المترجم العجوز من خلال سرده قصة حياته المجال واسعاً أمام شخصياته لتعبر عن نفسها، فيغيب صوته ويتلاشى أيضاً بسلاسة لنسمع قصص حياة الشخصيات الثانوية. تتكئ الرواية على تيمة التبادل الثقافي بين الشرق والغرب في بداية القرن الثامن عشر من خلال مجموعة من الفتيان يصطحبها راهب ماروني معه إلى إيطاليا لكي يتعلموا اللغتين اللاتينية والإيطالية في المدرسة المارونية في روما. يسرد الروائي دوست بلغة عربية رشيقة ومتقنة قصة الرحلة المحفوفة بالاخطار من ميناء الإسكندرون على البحر الأبيض المتوسط عبر قبرص فجزيرة كريت ثم الوصول إلى روما على متن سفينة تجارية جنوية. من خلال هذه الرحلة وما يمليه المترجم على خادمه نتعرف الى أفراد البعثة المتجهة إلى روما: الراهب الماروني أولاً، ثم سابا الزجال اللبناني، فجرجس المصري، ثم شمعون النصيبيني وأخيراً الفتى المسلم الوحيد الذي انضم الى المجموعة بأوراق زورها الراهب الماروني تحت اسم يوحنا الإنطاكي. الرواية لا تنتهي عندما تنتهي سطورها الأخيرة. بل تمكن الكاتب من نصب فخ محكم للقارئ في نهاية روايته حيث يبدو أنها كلها لم تكن سوى مقدمة لرواية أخرى وقصص ومغامرات من نوع آخر لم يسردها المترجم العجوز لخادمه يونس حتى سابع ليلة من ليالي السرد الجميلة.