طهران، واشنطن، استوكهولم – أ ب، رويترز، أ ف ب – أفادت وكالة «فرانس برس» بأن 24 سفينة على الأقل تنقل 480 ألف طن من الحبوب، متوقفة قبالة مرافئ البلاد، خشية احتمال عدم دفع ثمن حمولاتها بسبب العقوبات المفروضة على إيران، فيما تناقش لجنة المصارف في مجلس الشيوخ الأميركي غداً، مشروع قانون جديد يشدد العقوبات على طهران، بسبب برنامجها النووي. ونقلت الوكالة عن «مصدر في القطاع الاستيراد الصناعي» في إيران، أن العقوبات الأوروبية والأميركية تحظر إبرام أي عقد مع طهران، وتمنع دفع حقوق المصدرين بسبب العقوبات التي تمنع التعاملات المصرفية. وأضاف: «تحويل الأموال عبر النظام المصرفي، أصبح عملياً مستحيلاً». وأشار إلى أن 24 سفينة على الأقل تنقل 480 ألف طن من الحبوب، متوقفة قبالة المرافئ الإيرانية، بسبب احتمال عدم دفع ثمن حمولاتها. في السياق ذاته، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر تجارية أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي، شلّت صفقات لتصدير مواد غذائية إلى إيران، متسببة بتعطيل شحنات الحبوب خارج موانئ إيرانية، خلال ثلاثة أسابيع. وأدى تشديد العقوبات التجارية، إلى امتناع مصارف أوروبية مهمة، عن تمويل شحنات الحبوب المتجهة إلى إيران. وقال تاجر حبوب أوروبي: «نجحت العقوبات لدرجة أن النظام المصرفي الإيراني لم يعد يعمل، ما لا يسمح بشركات التجارة العالمية بتسلّم كتب اعتماد يمكن استخدامها. سفن (الإيرانيين) متوقفة حتى إيجاد طريقة لتنفيذ المدفوعات، إنها فوضى». وتحدث تاجر حبوب آخر عن «كابوس رهيب». في غضون ذلك، قال السيناتور الديموقراطي تيم جونسون، رئيس لجنة المصارف في مجلس الشيوخ الأميركي، وريتشارد شيلبي، أبرز سيناتور جمهوري في اللجنة، أنهما اتفقا على مشروع قانون يستهدف «الحرس الثوري» ويطلب من الشركات المتعاملة في البورصة الأميركية، كشف أي تعامل تجاري مع إيران، كما يوسّع عقوبات على مشاريع مشتركة مع طهران، في قطاع الطاقة واليورانيوم. كما يمنع مشروع القانون، منح تأشيرات دخول ويجمد أرصدة أفراد وشركات تزوّد إيران بتكنولوجيا يمكن استخدامها في قمع مواطنيها. وقال جونسون وشيلبي إن اللجنة ستناقش مشروع القانون غداً، واعتبرا أن «تحدي إيران المستمر لالتزاماتها القانونية الدولية، ورفضها إيضاح كل شيء يتعلق ببرنامجها النووي، يؤكدان الحاجة إلى عزلها وقادتها، في شكل أكبر». تهريب أسلحة إلى ذلك، أفاد «معهد استوكهولم الدولي لبحوث السلام» بأن إيرانيين يهرّبون أسلحة في سفن حاويات تملكها شركات من دول فرضت عقوبات على طهران. وأشار المعهد إلى أنه، قبل تشديد مجلس الأمن عقوباته على إيران، عام 2008، كانت غالبية الأسلحة أو السلع ذات الاستخدام المزدوج، تُشحن في سفن إيرانية، أو تستخدمها شركات إيرانية. ورجح المعهد أن يكون مالكو السفن، غير مدركين ما تحويه الحاويات. وقال هيو غريفيث، وهو باحث في المعهد، في إشارة إلى الإيرانيين: «من خلال استخدام شركات شحن أوروبية أساسية محترمة، في دول مثل ألمانيا وفرنسا، يجعلونها متواطئة عن غير قصد. ما ضُبط وورد في تقريرنا، هو مجرد قمة جبل الجليد». على صعيد آخر، دعت المعارضة الإصلاحية الإيرانية إلى تنظيم تظاهرات في 14 الجاري، في الذكرى السنوية الأولى لآخر احتجاجات نظمتها المعارضة، تضامناً مع انتفاضات «الربيع العربي»، وأدت إلى مقتل شخصين على الأقل وحجز زعيميها مير حسين موسوي ومهدي كروبي في إقامة جبرية. وورد في بيان أصدرته «تنسيقية الطريق الخضر»: «يواجه الإيرانيون أحد أكثر الحقبات صعوبة، في تاريخهم». واتهم البيان مسؤولي البلاد ب «عدم الكفاءة وتبذير المصادر الوطنية». قناة ناطقة بالإسبانية إلى ذلك، أشاد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بقناة فضائية ناطقة باللغة الإسبانية أطلقتها طهران أخيراً، معتبراً أنها ستكون «ملتقى للأحرار من جميع الشعوب». وأعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أن «هيسبان تي في» بدأت بثاً تجريبياً في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ورأى نجاد أن اللغة الإسبانية «مفعمة بالمشاعر والعواطف»، معرباً عن أمله بأن تكون القناة «نافذة لإيصال صوت الحق إلى العالم، في ظل محاربة الدول المغرضة والمتغطرسة لنشر الحقائق». واختتم كلامه هاتفاً بالإسبانية: «يحيا السلام، يحيا الشعب، تحيا العدالة، تحيا الحرية، تحيا إسبانيا وأميركا اللاتينية». أما وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي فاعتبر أن «قدرة الإعلام في العالم، تتساوى تقريباً مع القوة العسكرية، ووسائل الإعلام هي التي تحدد من هو المنهزم والمنتصر».