تستمر الادارة الأميركية وعلى أعلى مستوياتها في التواصل مع الجانب الروسي لإحداث تقدم في المفاوضات حول مشروع قرار في خصوص سورية في مجلس الأمن، يمهد لحل سلمي تراه واشنطن أقرب الى السيناريو اليمني تفادياً للانزلاق باتجاه حرب أهلية. وجاء تأكيد الخارجية الأميركية أن الوزيرة هيلاري كلينتون تحاول عبثاً الاتصال بنظيرها الروسي سيرغي لافروف (الموجود في أستراليا) منذ مساء الأحد وحتى مساء الاثنين، ليعكس التأزم في المفاوضات بين الجانبين. اذ وبعد جولات عدة قادها مسؤولون أميركيون بينهم نائب الوزيرة ويليام برنز ومساعد شؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان والمسؤول عن الملف السوري فريديرك هوف الى موسكو في الأسابيع الأخيرة، كان الاعتقاد السائد بأن الجانب الروسي منفتح على تسوية حول الملف السوري وأن ما تبنته الجامعة العربية يشكل قاعدة مقبولة للبناء عليه. وأكدت مصادر ديبلوماسية غربية ل ”الحياة” أن “الحل اليمني” هو المظلة الأكبر للتسوية التي يسعى اليها الجانب الأميركي مع موسكو. وفي نظر واشنطن لا تكتمل أي تسوية من دون تنحي الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة ولو في المدى المتوسط، وهو ما تنص عليه المبادرة العربية بعد تسليم السلطات لنائبه فاروق الشرع (خلال أسبوعين من قبولها) ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين ووصولاً الى إجراء انتخابات رئاسية خلال ستة أشهر. وترى الولاياتالمتحدة في هذه الصيغة إطاراً يوقف الاقتتال بين الجيش والمنشقين، ويحمي مؤسسات الدولة السورية والاقتصاد من الانهيار الكامل. اذ يعني استمرار الوضع الحالي اقتراب سورية أكثر من الحرب الأهلية وضرراً أكبر في الهيكلية المؤسساتية للدولة في شكل يصعب المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام وهو ما تراه واشنطن أمراً حتمياً. وفي حال رفض موسكو تبني قرار مجلس الأمن واستخدامها حق الفيتو، فسيزيد هذا الأمر من الحديث عن الخيارات الأكثر تعقيداً أمام المجتمع الدولي والجامعة العربية ولاحتواء التداعيات الاقليمية. ومن بين الخيارات تأسيس مجموعة اتصال دولية على غرار ما حصل في ليبيا، وفرض عقوبات لحظر الأسلحة، ودرس بشكل أكثر جدية خيارات التدخل العسكري خارج مجلس الأمن وتحت مظلة اقليمية، اما عبر تأسيس مناطق آمنة أو ممرات انسانية.